responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 256

له، و قد قال اللَّه تعالى‌ (قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ) الآية، و أضاف إليه ستة آلاف من التركمان، و جعل أسد الدين مقدما على هذه العساكر كلها، فسار بهم من حلب إلى دمشق و نور الدين معهم، فجهزه من دمشق إلى الديار المصرية، و أقام نور الدين بدمشق، و لما وصلت الجيوش النورية إلى الديار المصرية وجدوا الفرنج قد انشمروا عن القاهرة راجعين إلى بلادهم بالصفقة الخاسرة، و كان وصوله إليها في سابع ربيع الآخر، فدخل الأمير أسد الدين على العاضد في ذلك اليوم فخلع عليه خلعة سنية فلبسها و عاد إلى مخيمه بظاهر البلد، و فرح المسلمون بقدومه، و أجريت عليهم الجرايات، و حملت إليهم التحف و الكرامات، و خرج وجوه الناس إلى المخيم خدمة لأسد الدين، و كان فيمن جاء إليه المخيم الخليفة العاضد متنكرا، فأسر إليه أمورا مهمة منها قتل الوزير شاور، و قرر ذلك معه و أعظم أمر الأمير أسد الدين، و لكن شرع يماطل بما كان التزمه للملك نور الدين، و هو مع ذلك يتردد إلى أسد الدين، و يركب معه، و عزم على عمل ضيافة له فنهاه أصحابه عن الحضور خوفا عليه من غائلته، و شاوروه في قتل شاور فلم يمكنهم الأمير أسد الدين من ذلك، فلما كان في بعض الأيام جاء شاور إلى منزل أسد الدين فوجده قد ذهب لزيارة قبر الشافعيّ، و إذا ابن أخيه يوسف هنالك فأمر صلاح الدين يوسف بالقبض على الوزير شاور، و لم يمكنه قتله إلا بعد مشاورة عمه أسد الدين و انهزم أصحابه فأعلموا العاضد لعله يبعث ينقذه، فأرسل العاضد إلى الأمير أسد الدين يطلب منه رأسه، فقتل شاور و أرسلوا برأسه إلى العاضد في سابع عشر ربيع الآخر، ففرح المسلمون بذلك و أمر أسد الدين بنهب دار شاور، فنهبت، و دخل أسد الدين على العاضد فاستوزره و خلع عليه خلعة عظيمة، و لقبه الملك المنصور، فسكن دار شاور و عظم شأنه هنالك، و لما بلغ نور الدين خبر فتح مصر فرح بذلك و قصدته الشعراء بالتهنئة، غير أنه لم ينشرح لكون أسد الدين صار وزيرا للعاضد، و كذلك لما انتهت الوزارة إلى ابن أخيه صلاح الدين، فشرع نور الدين في إعمال الحيلة في إزالة ذلك فلم يتمكن، و لا قدر عليه، و لا سيما أنه بلغه أن صلاح الدين استحوذ على خزائن العاضد كما سيأتي بيانه إن شاء اللَّه، و اللَّه أعلم. و أرسل أسد الدين إلى القصر يطلب كاتبا فأرسلوا إليه القاضي الفاضل رجاء أن يقبل منه إذا قال و أفاض فيما كانوا يؤملون، و بعث أسد الدين العمال في الأعمال و أقطع الاقطاعات، و ولى الولايات، و فرح بنفسه أياما معدودات، فأدركه حمامه في يوم السبت الثاني و العشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة، و كانت ولايته شهرين و خمسة أيام، فلما توفى أسد الدين (رحمه اللَّه) أشار الأمراء الشاميون على العاضد بتولية صلاح الدين يوسف الوزارة بعد عمه، فولاه العاضد الوزارة و خلع عليه خلعة سنية، و لقبه الملك الناصر.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست