responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 255

أنه أقلع عن شرب الخمر و المناظرة و أقبل على النسك و الخير.

يوسف بن عبد اللَّه‌

ابن بندار الدمشقيّ، مدرس النظامية ببغداد، تفقه على أسعد الميهنى، و برع في المناظرة و كان يتعصب للأشعرية، و قد بعث رسولا في هذه السنة إلى شملة التركماني فمات في تلك البلاد.

ثم دخلت سنة أربع و ستين و خمسمائة

فيها كان فتح مصر على يدي الأمير أسد الدين شيركوه و فيها طغت الفرنج بالديار المصرية، و ذلك أنهم جعلوا شاور شحنة لهم بها، و تحكموا في أموالها و مساكنها أفواجا أفواجا، و لم يبق شي‌ء من أن يستحوذوا عليها و يخرجوا منها أهلها من المسلمين، و قد سكنها أكثر شجعانهم، فلما سمع الفرنج بذلك جاءوا إليها من كل فج و ناحية صحبة ملك عسقلان في جحافل هائلة، فأول ما أخذوا مدينة بلبيس و قتلوا من أهلها خلقا و أسروا آخرين، و نزلوا بها و تزكوا بها أثقالهم، و جعلوها موئلا و معقلا لهم، ثم ساروا فنزلوا على القاهرة من ناحية باب البرقية، فأمر الوزير شاور الناس أن يحرقوا مصر، و أن ينتقل الناس منها إلى القاهرة، فنهبوا البلد و ذهب للناس أموال كثيرة جدا، و بقيت النار تعمل في مصر أربعة و خمسين يوما، فعند ذلك أرسل صاحبها العاضد يستغيث بنور الدين، و بعث إليه بشعور نسائه يقول أدركنى و استنقذ نسائي من أيدي الفرنج، و التزم له بثلث خراج مصر على أن يكون أسد الدين مقيما بها عندهم، و التزم له بأقطاعات زائدة على الثلث، فشرع نور الدين في تجهيز الجيوش إلى مصر، فلما استشعر الوزير شاور بوصول المسلمين أرسل إلى ملك الفرنج يقول قد عرفت محبتي و مودتي لكم، و لكن العاضد و المسلمين لا يوافقونى على تسليم البلد، و صالحهم ليرجعوا عن البلد بألف ألف دينار، و عجل لهم من ذلك ثمانمائة ألف دينار، فانشمروا راجعين إلى بلادهم خوفا من عساكر نور الدين، و طمعا في العودة إليها مرة ثانية، وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ‌. ثم شرع الوزير شاور في مطالبة الناس بالذهب الّذي صالح به الفرنج و تحصيله، و ضيق على الناس مع ما نالهم من الضيق و الحريق و الخوف، فجبر اللَّه مصابهم بقدوم عساكر المسلمين عليهم و هلاك الوزير على يديهم، و ذلك أن نور الدين استدعى الأمير أسد الدين من حمص إلى حلب فساق إليه هذه المسافة و قطعها في يوم واحد، فإنه قام من حمص بعد أن صلى الصبح ثم دخل منزله فأصاب فيه شيئا من الزاد، ثم ركب وقت طلوع الشمس فدخل حلب على السلطان نور الدين من آخر ذلك اليوم، و يقال إن هذا لم يتفق لغيره إلا للصحابة، فسر بذلك نور الدين فقدمه على العساكر و أنعم عليه بمائتي ألف دينار و أضاف إليه من الأمراء الأعيان، كل منهم يبتغى بمسيره رضى اللَّه و الجهاد في سبيله، و كان من جملة الأمراء ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب، و لم يكن منشرحا لخروجه هذا بل كان كارها

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست