responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 257

صفة الخلعة التي لبسها صلاح الدين يومئذ

مما ذكره أبو شامة في الروضتين عمامة بيضاء تنيسى بطرف ذهب، و ثوب ديبقي بطراز ذهب وجبة بطراز ذهب، و طيلسان بطراز مذهبة، و عقد جوهر بعشرة آلاف دينار، و سيف محلى بخمسة آلاف دينار، و حجزة بثمانية آلاف دينار، و عليها طوق ذهب و سر فسار ذهب مجوهر، و في رأسها مائتا حبة جوهر، و في قوائمها أربعة عقود جوهر، و في رأسها قصبة ذهب فيها تندة بيضاء بأعلام بيض و مع الخلعة عدة بقج، و خيل و أشياء أخر، و منشور الوزارة ملفوف بثوب أطلس أبيض، و ذلك في يوم الاثنين الخامس و العشرين من جمادى الآخرة، من هذه السنة، و كان يوما مشهودا، و سار الجيش بكماله في خدمته، لم يتخلف عنه سوى عين الدولة الياروقى، و قال: لا أخدم يوسف بعد نور الدين، ثم سار بجيشه إلى الشام فلامه نور الدين على ذلك، و أقام الملك صلاح الدين بمصر بصفة نائب للملك نور الدين، يخطب له على المنابر بالديار المصرية، و يكاتبه بالأمير الاسفهلار صلاح الدين و يتواضع له صلاح الدين في الكتب و العلامة، لكن قد التفت عليه القلوب، و خضعت له النفوس، و اضطهد العاضد في أيامه غاية الاضطهاد، و ارتفع قدر صلاح الدين بين العباد بتلك البلاد، و زاد في إقطاعات الذين معه فأحبوه و احترموه و خدموه، و كتب إليه نور الدين يعنفه على قبول الوزارة بدون مرسومه، و أمره أن يقيم حساب الديار المصرية، فلم يلتفت صلاح الدين إلى ذلك و جعل نور الدين يقول في غضون ذلك: ملك ابن أيوب. و أرسل [صلاح الدين‌] إلى نور الدين يطلب منه أهله و إخوته و قرابته، فأرسلهم إليه و شرط عليهم السمع و الطاعة له، فاستقر أمره بمصر و توطأت دولته بذلك، و كمل أمره و تمكن سلطانه و قويت أركانه. و قد قال بعض الشعراء في قتل صلاح الدين لشاور الوزير

هيا لمصر حور يوسف ملكها* * * بأمر من الرحمن كان موقوتا

و ما كان فيها قتل يوسف شاورا* * * يماثل إلا قتل داود جالوتا

قال أبو شامة: و قتل العاضد في هذه السنة أولاد شاور و هم شجاع الملقب بالكامل و الطاري الملقب بالمعظم، و أخوهما الآخر الملقب بفارس المسلمين، و طيف برءوسهم ببلاد مصر.

ذكر قتل الطواشى‌

مؤتمن الخلافة و أصحابه على يدي صلاح الدين، و ذلك أنه كتب من دار الخلافة بمصر إلى الفرنج ليقدموا إلى الديار المصرية ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية، و كان الّذي يفد بالكتاب إليهم الطواشى مؤتمن الخلافة، مقدم العساكر بالقصر، و كان حبشيا، و أرسل الكتاب مع إنسان أمن إليه، فصادفه في بعض الطريق من أنكر حاله، فحمله إلى الملك صلاح الدين فقرره، فأخرج الكتاب ففهم صلاح الدين الحال فكتمه، و استشعر الطواشى مؤتمن الدولة أن صلاح الدين قد اطلع على الأمر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست