نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 254
ثم دخلت سنة ثلاث و ستين و خمسمائة
في صفر منها وصل شرف الدين أبو جعفر بن البلدي من واسط إلى بغداد، فخرج الجيش لتلقيه و النقيبان و القاضي، و مشى الناس بين يديه إلى الديوان فجلس في دست الوزارة، و قرئ عهده و لقب بالوزير شرف الدين جلال الإسلام معز الدولة سيد الوزارء صدر الشرق و الغرب. و فيها أفسدت خفاجة في البلاد و نهبوا القرى، فخرج إليهم جيش من بغداد فهربوا في البراري فانحسر الجيش عنهم خوفا من العطش، فكروا على الجيش فقتلوا منهم خلقا و أسروا آخرين، و كان قد أسر الجيش منهم خلقا فصلبوا على الأسوار. و في شوال منها وصلت امرأة الملك نور الدين محمود ابن زنكي إلى بغداد تريد الحج من هناك، و هي الست عصمت الدين خاتون بنت معين الدين، و معها الخدم و الخدام، و فيهم صندل الخادم، و حملت لها الامامات و أكرمت غاية الاكرام. و فيها مات قاضى قضاة بغداد جعفر، فشغر البلد عن حاكم ثلاثا و عشرين يوما، حتى ألزموا روح بن الحدثنى قاضى القضاة في رابع رجب.
و ممن توفى فيها من الأعيان
جعفر بن عبد الواحد
أبو البركات الثقفي، قاضى قضاة بغداد بعد أبيه، ولد سنة تسع و عشرين و خمسمائة، و سبب وفاته أنه طلب منه مال و كلمه الوزير ابن البلدي كلاما خشنا فخاف فرمى الدم و مات.
أبو سعد السمعاني
عبد الكريم بن محمد بن منصور، أبو سعد السمعاني، رحل إلى بغداد فسمع بها و ذيل على تاريخها للخطيب البغدادي، و قد ناقشه ابن الجوزي في المنتظم، و ذكر عنه أنه كان يتعصب على أهل مذهبه، و يطعن في جماعة منهم، و أنه يترجم بعبارة عامية، مثل قوله عن بعض الشيخات إنها كانت عفيفة. و عن الشاعر المشهور بحيص بيص إنه كانت له أخت يقال لها دخل خرج، و غير ذلك.
عبد القاهر بن محمد
ابن عبد اللَّه أبو النجيب السهروردي، كان يذكر أنه من سلالة أبى بكر الصديق رضى اللَّه عنه سمع الحديث و تفقه و أفتى و درس بالنظاميّة و ابتنى لنفسه مدرسة و رباطا، و كان مع ذلك متصوفا يعظ الناس، و دفن بمدرسته.
محمد بن عبد الحميد
ابن أبى الحسين أبو الفتح الرازيّ، المعروف بالعلاء العالم، و هو من أهل سمرقند، و كان من الفحول في المناظرة، و له طريقة في الخلاف و الجدل، يقال لها التعليقة العالمية. قال ابن الجوزي و قد قدم بغداد و حضر مجلسى، و قال أبو سعد السمعاني: كان يد من شرب الخمر. قال و كان يقول ليس في الدنيا أطيب من كتاب المناظرة و باطية من خمر أشرب منها. قال ابن الجوزي: ثم بلغني عنه
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 254