responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 253

و المصريين اجتمعوا على حصار الاسكندرية ثلاثة أشهر لينتزعوها من يد صلاح الدين، و ذلك في غيبة عمه في الصعيد، و امتنع فيها صلاح الدين أشد الامتناع، و لكن ضاقت عليهم الأقوات و ضاق عليهم الحال جدا، فسار إليهم أسد الدين فصالحه شاور الوزير عن الاسكندرية بخمسين ألف دينار، فأجابه إلى ذلك، و خرج صلاح الدين منها و سلمها إلى المصريين، و عاد إلى الشام في منتصف شوال، و قرر شاور للفرنج على مصر في كل سنة مائة ألف دينار، و أن يكون لهم شحنة بالقاهرة، و عادوا إلى بلادهم بعد أن كان الملك نور الدين أعقبهم في بلادهم، و فتح من بلادهم حصونا كثيرة، و قتل منهم خلقا من الرجال، و أسر جما غفيرا من النساء و الأطفال، و غنم شيئا كثيرا من الأمتعة و الأموال و للَّه الحمد. و كان معه أخوه قطب الدين مودود فأطلق له الرقة فسار فتسلمها. و فيها في شعبان منها كان قدوم العماد الكاتب من بغداد إلى دمشق، و هو أبو حامد محمد بن محمد الأصبهاني، صاحب الفتح القدسي، و البرق الشامي، و الجريدة، و غير ذلك من المصنفات، فأنزله قاضى القضاة كمال الدين الشهرزوري بالمدرسة النورية الشافعية داخل باب الفرج، فنسبت إليه لسكناه بها، فيقال لها العماديّة، ثم ولى تدريسها في سنة سبع و ستين بعد الشيخ الفقيه ابن عبد [1] و أول من جاء للسلام عليه نجم الدين أيوب كانت له و به معرفة من تكريت، فامتدحه العماد بقصيدة ذكرها أبو شامة، و كان أسد الدين و صلاح الدين بمصر فبشره فيها بولاية صلاح الدين الديار المصرية حيث يقول:

و يستقر بمصر يوسف و به* * * تقر بعد التنائي عين يعقوب‌

و يلتقى يوسف بها بإخوته* * * و اللَّه يجمعهم من غير تثريب‌

ثم تولى عماد الدين كتابة الإنشاء للملك نور الدين محمود.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

برغش أمير الحاج سنين متعددة

كان مقدما على العساكر، خرج من بغداد لقتال شملة التركماني فسقط عن فرسه فمات.

أبو المعالي الكاتب‌

محمد بن الحسن بن محمد بن على بن حمدون، صاحب التذكرة الحمد و نية، و قد ولى ديوان الزمام مدة، توفى في ذي القعدة و دفن بمقابر قريش.

الرشيد الصدفي‌

كان يجلس بين يدي العبادي على الكرسي، كانت له شيبة و سمت و وقار، و كان يدمن حضور السماعات، و يرقص، فاتفق أنه مات و هو يرقص في بعض السماعات.


[1] بياض بنسخة الاستانة و لم يكن بالمصرية بياض.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست