responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 252

الشيخ عبد القادر الجليلى‌

ابن أبى صالح أبو محمد الجيلي، ولد سنة سبعين و أربعمائة، و دخل بغداد فسمع الحديث و تفقه على أبى سعيد المخرمي الحنبلي، و قد كان بنى مدرسة ففوضها إلى الشيخ عبد القادر، فكان يتكلم على الناس بها، و يعظهم، و انتفع به الناس انتفاعا كثيرا، و كان له سمت حسن، و صمت غير الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و كان فيه تزهد كثير و له أحوال صالحة و مكاشفات، و لأتباعه و أصحابه فيه مقالات، و يذكرون عنه أقوالا و أفعالا و مكاشفات أكثرها مغالاة، و قد كان صالحا ورعا، و قد صنف كتاب الغنية و فتوح الغيب، و فيهما أشياء حسنة، و ذكر فيهما أحاديث ضعيفة و موضوعة، و بالجملة كان من سادات المشايخ، [توفى‌] و له تسعون سنة و دفن بالمدرسة التي كانت له.

ثم دخلت سنة ثنتين و ستين و خمسمائة

فيها أقبلت الفرنج في جحافل كثيرة إلى الديار المصرية، و ساعدهم المصريون فتصرفوا في بعض البلاد، فبلغ ذلك أسد الدين شير كوه فاستأذن الملك نور الدين في العود إليها، و كان كثير الحنق على الوزير شاور، فأذن له فسار إليها في ربيع الآخر و معه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب و قد وقع في النفوس أنه سيملك الديار المصرية، و في ذلك يقول عرقلة المسمى بحسان الشاعر:

و الأتراك قد أزمعت* * * مصر إلى حرب الأعاريب‌

رب كما ملكها يوسف* * * الصديق من أولاد يعقوب‌

فملكها في عصرنا يوسف* * * الصادق من أولاد أيوب‌

من لم يزل ضراب هام العدا* * * حقا و ضراب العراقيب‌

و لما بلغ الوزير شاور قدوم أسد الدين و الجيش معه بعث إلى الفرنج فجاءوا من كل فج إليه، و بلغ أسد الدين ذلك من شأنهم، و إنما معه ألف فارس، فاستشار من معه من الأمراء فكلهم أشار عليه بالرجوع إلى نور الدين، لكثرة الفرنج، إلا أميرا واحدا يقال له شرف الدين برغش، فإنه قال: من خاف القتل و الأسر فليقعد في بيته عند زوجته، و من أكل أموال الناس فلا يسلم بلادهم إلى العدو، و قال مثل ذلك ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب، فعزم اللَّه لهم فساروا نحو الفرنج فاقتتلوا هم و إياهم قتالا عظيما، فقتلوا من الفرنج مقتلة عظيمة، و هزموهم، ثم قتلوا منهم خلقا لا يعلمهم إلا اللَّه عز و جل، و للَّه الحمد.

فتح الاسكندرية على يدي أسد الدين شير كوه‌

ثم أشار أسد الدين بالمسير [إلى الاسكندرية] فملكها و جبى أموالها، و استناب عليها ابن أخيه صلاح الدين يوسف و عاد إلى الصعيد فملكه، و جمع منه أموالا جزيلة جدا، ثم إن الفرنج‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست