نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 251
حتى استقرت الخلافة في العراق كله، ليس للملوك معهم حكم بالكلية و للَّه الحمد. و كان يعقد في داره للعلماء مجلسا للمناظرة يبحثون فيه و يناظرون عنده، يستفيد منهم و يستفيدون منه، فاتفق يوما أنه كلم رجلا من الفقهاء كلمة فيها بشاعة قال له: يا حمار، ثم ندم فقال: أريد أن تقول لي كما قلت لك، فامتنع ذلك الرجل، فصالحه على مائتي دينار. مات فجأة، و يقال إنه سمه طبيب فسم ذلك الطبيب بعد ستة أشهر، و كان الطبيب يقول سممته فسممت. مات يوم الأحد الثاني عشر من جمادى الأولى من هذه السنة، عن إحدى و ستين سنة، و غسله ابن الجوزي، و حضر جنازته خلق كثير و جم غفير جدا، و غلقت الأسواق، و تباكى الناس عليه، و دفن بالمدرسة التي أنشأها بباب البصرة (رحمه اللَّه). و قد رثاه الشعراء بمراثي كثيرة.
ثم دخلت سنة إحدى و ستين و خمسمائة
فيها فتح نور الدين محمود حصن المنيطرة [من الشام] و قتل عنده خلق كثير من الفرنج، و غنم أموالا جزيلة. و فيها هرب عز الدين بن الوزير ابن هبيرة من السجن، و معه مملوك تركي، فنودي عليه في البلد من رده فله مائة دينار، و من وجد عنده هدمت داره و صلب على بابها، و ذبحت أولاده بين يديه، فدلهم رجل من الأعراب عليه فأخذ من بستان فضرب ضربا شديدا و أعيد إلى السجن و ضيق عليه. و فيها أظهر الروافض سب الصحابة و تظاهروا بأشياء منكرة، و لم يكونوا يتمكنون منها في هذه الأعصار المتقدمة، خوفا من ابن هبيرة، و وقع بين العوام كلام فيما يتعلق بخلق القرآن.
و حج بالناس برغش.
و ممن توفى فيها من الأعيان
الحسن بن العباس
ابن أبى الطيب بن رستم، أبو عبد اللَّه الأصبهاني، كان من كبار الصالحين البكاءين، قال:
حضرت يوما مجلس ما شاده و هو يتكلم على الناس فرأيت رب العزة في هذه الليلة و هو يقول لي:
وقفت على مبتدع و سمعت كلامه؟ لأحرمنك منك النظر في الدنيا، فأصبح لا يبصر و عيناه مفتوحتان كأنه بصير
عبد العزيز بن الحسن
ابن الحباب الأغلبي السعدي القاضي، أبو المعالي البصري، المعروف بابن الجليس، لأنه كان يجالس صاحب مصر، و قد ذكره العماد في الجريدة، و قال: كان له فضل مشهور و شعر مأثور فمن ذلك قوله:
و من عجب أن السيوف لديهم* * * تحيض دما و السيوف ذكور
و أعجب من ذا أنها في أكفهم* * * تأجج نارا و الأكف بحور
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 251