responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 246

أبيه و سار سيرته، و مالأ الفرنج على المسلمين و همّ بتسليم البلد و الأموال إليهم فقتلوه، و تملك أخوه و ذلك بعد مراجعتها و مساعدتها، و قد كانت قرأت القرآن، و سمعت الحديث، و كانت حنفية المذهب تحب العلماء و الصالحين، و قد تزوجها الاتابكى زنكي صاحب حلب طمعا في أن يأخذ بسببها دمشق فلم يظفر بذلك، بل ذهبت إليه إلى حلب ثم عادت إلى دمشق بعد وفاته، و قد دخلت بغداد و سارت من هناك إلى الحجاز، و جاورت بمكة سنة، ثم جاءت فأقامت بالمدينة النبويّة حتى ماتت بها و دفنت بالبقيع في هذه السنة، و قد كانت كثيرة البر و الصدقات و الصلاة و الصوم، قال السبط و لم تمت حتى قل ما بيدها، و كانت تغربل القمح و الشعير و تتقوت بأجرته، و هذا من تمام الخير و السعادة و حسن الخاتمة (رحمها اللَّه تعالى)، و اللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة ثمان و خمسين و خمسمائة

فيها مات صاحب المغرب عبد المؤمن بن على التومرتي، و خلفه في الملك من بعده ابنه يوسف و حمل أباه إلى مراكش على صفة أنه مريض، فلما وصلها أظهر موته فعزاه الناس و بايعوه على الملك من بعد أبيه، و لقبوه أمير المؤمنين، و قد كان عبد المؤمن هذا حازما شجاعا، جوادا معظما للشريعة، و كان من لا يحافظ على الصلوات في زمانه يقتل، و كان إذا أذن المؤذن و قبل الأذان يزدحم الخلق في المساجد، و كان حسن الصلاة ذا طمأنينة فيها، كثير الخشوع، و لكن كان سفاكا للدماء، حتى على الذنب الصغير، فأمره إلى اللَّه يحكم فيه بما يشاء. و فيها قتل سيف الدين محمد بن علاء الدين الغزى، قتله الغز، و كان عادلا. و فيها كبست الفرنج نور الدين و جيشه فانهزم المسلمون لا يلوى أحد على أحد، و نهض الملك نور الدين فركب فرسه و الشبحة في رجله فنزل رجل كردى فقطعها فسار نور الدين فنجا، و أدركت الفرنج ذلك الكردي فقتلوه (رحمه اللَّه)، فأحسن نور الدين إلى ذريته، و كان لا ينسى ذلك له. و فيها أمر الخليفة باجلاء بنى أسد عن الحلة و قتل من تخلف منهم، و ذلك لإفسادهم و مكاتبتهم السلطان محمد شاه، و تحريضهم له على حصار بغداد، فقتل من بنى أسد أربعة آلاف، و خرج الباقون منها، و تسلم نواب الخليفة الحلة. و حج بالناس فيها الأمير برغش الكبير.

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

السلطان الكبير.

أبو محمد عبد المؤمن بن على‌

القيسي الكوفي تلميذ ابن التومرت، كان أبوه يعمل في الطين فاعلا، فحين وقع نظر ابن التومرت عليه أحبه و تفرس فيه أنه شجاع سعيد، فاستصحبه فعظم شأنه، و التفت عليه العساكر التي جمعها ابن التومرت من المصامدة و غيرهم، و حاربوا صاحب مراكش على بن يوسف بن تاشفين، ملك الملثمين، و استحوذ عبد المؤمن على وهران و تلمسان و فاس و سلا و سبتة، ثم حاصر مراكش أحد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست