نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 245
لئلا يضر ذلك بالمارة. و فيها وقع رخص عظيم ببغداد جدا. و فيها فتحت المدرسة التي بناها ابن الشمحل في المأمونية و درس فيها أبو حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني الحنبلي، و قد توفى من آخر هذه السنة، و درس بعده فيها أبو الفرج ابن الجوزي، و قد كان عنده معيدا، و نزل عن تدريس آخر بباب الأزج عند موته.
و ممن توفى في فيها من الأعيان.
حمزة بن على بن طلحة
أبو الفتوح الحاجب، كان خصيصا عند المسترشد و المقتفى، و قد بنى مدرسة إلى جانب داره، و حج فرجع متزهدا و لزم بيته معظما نحوا من عشرين سنة، و قد امتدحه الشعراء فقال فيه بعضهم:
يا عضد الإسلام يا من سمت* * * إلى العلا همته الفاخرة
كانت لك الدنيا فلم ترضها* * * ملكا فأخلدت إلى الآخرة
ثم دخلت سنة سبع و خمسين و خمسمائة
فيها دخلت الكرج بلاد المسلمين فقتلوا خلقا من الرجال و أسروا من الذراري، فاجتمع ملوك تلك الناحية: ايلدكز صاحب أذربيجان و ابن سكمان صاحب خلاط، و ابن آقسنقر صاحب مراغة، و ساروا إلى بلادهم في السنة الآتية فنهبوها، و أسروا ذراريهم، و التقوا معهم فكسروهم كسرة فظيعة منكرة، مكثوا يقتلون فيهم و يأسرون ثلاثة أيام. و في رجب أعيد يوسف الدمشقيّ إلى تدريس النظامية بعد عزل ابن نظام الملك بسبب أن امرأة ادعت أنه تزوجها فأنكر ثم اعترف، فعزل عن التدريس. و فيها كملت المدرسة التي بناها الوزير ابن هبيرة بباب البصرة، و رتب فيها مدرسا و فقيها، و حج بالناس أمير الكوفة برغش.
و ممن توفى فيها من الأعيان.
شجاع شيخ الحنفية
و دفن عند المشهد، و كان شيخ الحنفية بمشهد أبى حنيفة، و كان جيد الكلام في النظر، أخذ عنه الحنفية.
صدقة بن وزير الواعظ
دخل بغداد و وعظ بها و أظهر تقشفا، و كان يميل إلى التشيع و علم الكلام، و مع هذا كله راج عند العوام و بعض الأمراء، و حصل له فتوح كثير، ابتنى منه رباطا و دفن فيه سامحه اللَّه تعالى.
زمرد خاتون
بنت جاولى أخت الملك دقماق بن تتش لأمه، و هي بانية الخاتونية ظاهر دمشق عند قرية صنعاء بمكان يقال له تل الثعالب، غربي دمشق، على جانب الشرق القبلي بصنعاء الشام، و هي قرية معروفة قديما، و أوقفتها على الشيخ برهان الدين على بن محمد البلخي الحنفي المتقدم ذكره، و كانت زوجة الملك بورى بن طغتكين، فولدت له ابنيه شمس الملوك إسماعيل المذكور، و قد ملك بعد
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 245