responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 244

كريما أديبا، يحب أهل العلم و يحسن إليهم، كان من خيار الملوك و الوزراء، و قد امتدحه غير واحد من الشعراء. قال ابن خلكان: كان أولا متوليا بمنية بنى الخصيب، ثم آل به الحال إلى أن صار وزير العاضد و الفائز قبله، ثم قام في الوزارة بعده ولده العادل رزيك بن طلائع، فلم يزل فيها حتى انتزعها منه شاور كما سيأتي. قال: و الصالح هذا هو باني الجامع عند باب زويلة ظاهر القاهرة، قال: و من العجائب أنه ولى الوزارة في تاسع عشر شهر و نقل من دار الوزارة إلى القرافة في تاسع عشر شهر، و زالت دولتهم في تاسع عشر شهر آخر. قال و من شعره ما رواه عنه زين الدين على بن نجا الحنبلي‌

مشيبك قد محى صنع الشباب* * * و حل الباز في وكر الغراب‌

تنام و مقلة الحدثان يقظى* * * و ما ناب النوائب عنك ناب‌

و كيف نفاد عمرك و هو كنز* * * و قد أنفقت منه بلا حساب‌

و له‌

كم ذا يرينا الدهر من أحداثه* * * عبرا و فينا الصد و الاعراض‌

ننسى الممات و ليس يجرى ذكره* * * فينا فتذكرنا به الأمراض‌

و من شعره أيضا قوله:

أبى اللَّه إلا أن يدوم لنا الدهر* * * و يخدمنا في ملكنا العز و النصر

علمنا بأن المال تفنى ألوفه* * * و يبقى لنا من بعده الأجر و الذكر

خلطنا الندى بالبأس حتى كأننا* * * سحاب لديه البرق و الرعد و القطر

و له أيضا و هو مما نظمه قبل موته بثلاث ليال:

[

نحن في غفلة و نوم و للموت* * * عيون يقظانة لا تنام‌

]

قد رحلنا إلى الحمام سنينا* * * ليت شعرى متى يكون الحمام؟

ثم قتله غلمان العاضد في النهار غيلة و له إحدى و ستون سنة، و خلع على ولده العادل بالوزارة و رثاه عمارة التميمي بقصائد حسان، و لما نقل إلى تربته بالقرافة سار العاضد معه حتى وصل إلى قبره فدفنه في التابوت. قال ابن خلكان: فعمل الفقيه عمارة في التابوت قصيدة فجار فيها في قوله:

و كأنه تابوت موسى أودعت* * * في جانبيه سكينة و وقار

و فيها كانت وقعة عظيمة بين بنى خفاجة و أهل الكوفة، فقتلوا من أهل الكوفة خلقا، منهم الأمير قيصر و جرحوا أمير الحاج برغش جراحات، فنهض إليهم وزير الخلافة عون الدين بن هبيرة، فتبعهم حتى أوغل خلفهم في البرية في جيش كثيف، فبعثوا يطلبون العفو. و فيها ولى مكة الشريف عيسى بن قاسم بن أبى هاشم، و قيل قاسم، بن أبى فليتة بن قاسم بن أبى هاشم. و فيها أمر الخليفة بإزالة الدكاكين التي تضيق الطرقات، و أن لا يجلس أحد من الباعة في عرض الطريق،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست