responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 234

الاتفاقات. و فيها ملكت الفرنج المهدية من بلاد المغرب بعد حصار شديد. و فيها فتح نور الدين محمود بن زنكي قلعة تل حازم و اقتلعها من أيدي الفرنج، و كانت من أحصن القلاع و أمنع البقاع، و ذلك بعد قتال عظيم و وقعة هائلة كانت من أكبر الفتوحات، و امتدحه الشعراء عند ذلك. و فيها هرب الملك سنجر من الأسر و عاد إلى ملكه بمرو، و كان له في يد أعدائه نحو من خمس سنين.

و فيها ولى عبد المؤمن ملك الغرب أولاده على بلاده، استناب كل واحد منهم على بلد كبير، و إقليم متسع.

ذكر حصار بغداد

و سبب ذلك أن السلطان محمد بن محمود بن ملك شاه أرسل إلى المقتفى يطلب منه أن يخطب له في بغداد، فلم يجبه إلى ذلك، فسار من همذان إلى بغداد ليحاصرها، فانجفل الناس و حصن الخليفة البلد، و جاء السلطان محمد فحصر بغداد، و وقف تجاه التاج من دار الخلافة في جحفل عظيم، و رموا نحوه النشاب، و قاتلت العامة مع الخليفة قتالا شديدا بالنفط و غيره، و استمر القتال مدة، فبينما هم كذلك إذ جاءه الخبر أن أخاه قد خلفه في همذان، فانشمر عن بغداد إليها في ربيع الأول من سنة اثنتين و خمسين، و تفرقت عنه العساكر الذين كانوا معه في البلاد، و أصاب الناس بعد ذلك القتال مرض شديد، و موت ذريع، و احترقت محال كثيرة من بغداد، و استمر ذلك فيها مدة شهرين.

و فيها أطلق أبو الوليد البدر بن الوزير بن هبيرة من قلعة تكريت، و كان معتقلا فيها من مدة ثلاث سنين، فتلقاه الناس إلى أثناء الطريق، و امتدحه الشعراء، و كان من جملتهم الأبله الشاعر، أنشد الوزير قصيدة يقول في أولها:

بأي لسان للوشاة ألام* * * و قد علموا أنى سهرت و ناموا؟

إلى أن قال:

و يستكثرون الوصل لي ليلة* * * و قد مر عام بالصدود و عام‌

فطرب الوزير عند ذلك. و خلع عليه ثيابه و أطلق له خمسين دينارا، و حج بالناس قيماز.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

على بن الحسين‌

أبو الحسن الغزنوي الواعظ، كان له قبول كثير من العامة، و بنت له الخاتون زوجة المستظهر رباطا بباب الأزج، و وقفت عليه أوقافا كثيرة، و حصل له جاه عريض و زاره السلطان. و كان حسن الإيراد مليح الوعظ، يحضر مجلسه خلق كثير و جم غفير من أصناف الناس. و قد ذكر ابن الجوزي أشياء من وعظه، قال و سمعته يوما يقول: حزمة حزن خير من أعدال أعمال. ثم أنشد:

كم حسرة لي في الحشا* * * من ولد إذا نشا

أملت فيه رشده* * * فما يشاء كما نشا

قال و سمعته يوما ينشد:

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست