responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 232

و لا يمكنه الوصول إليهم، لأن دمشق بينه و بينهم، و يخشى أن يحاصروا دمشق فيشق على أهلها، و يخاف أن يرسل مجير الدين إلى الفرنج فيخذلونه كما جرى غير مرة، و ذلك أن الفرنج لا يريدون أن يملك نور الدين دمشق فيقوى بها عليهم و لا يطيقونه، فأرسل بين يديه الأمير أسد الدين شير كوه في ألف فارس في صفة طلب الصلح، فلم يلتفت إليه مجير الدين و لا عده شيئا، و لا خرج إليه أحد من أعيان أهل البلد، فكتب إلى نور الدين بذلك، فركب الملك نور الدين في جيشه فنزل عيون الفاسريا من أرض دمشق، ثم انتقل إلى قريب من الباب الشرقي، ففتحها قهرا و دخل من الباب الشرقي بعد حصار عشرة أيام، و كان دخوله في يوم الأحد عاشر صفر من هذه السنة و تحصن مجير الدين في القلعة فأنزله منها و عوضه مدينة حمص و دخل نور الدين إلى القلعة و استقرت يده على دمشق و للَّه الحمد. و نادى في البلد بالأمان و البشارة بالخير، ثم وضع عنهم المكوس و قرئت عليهم التواقيع على المنابر، ففرح الناس بذلك و أكثروا الدعاء له، و كتب ملوك الفرنج إليه يهنونه بدمشق و يتقربون إليه، و يخضعون له.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

الرئيس مؤيد الدولة

على بن الصوفي وزير دمشق لمجير الدين، و قد ثار على الملك غير مرة، و استفحل أمره، ثم يقع الصلح بينهما كما تقدم.

عطاء الخادم‌

أحد أمراء دمشق،، و قد تغلب على الأمور بأمر مجير الدين، و كان ينوب على بعلبكّ في بعض الأحيان، و قد كان ظالما غاشما و هو الّذي ينسب إليه مسجد عطاء خارج باب شرقى و اللَّه أعلم.

ثم دخلت سنة خمسين و خمسمائة هجرية

فيها خرج الخليفة في تجمل إلى دموقا فحاصرها فخرج إليه أهلها أن يرحل عنهم فان أهلها قد هلكوا من الجيشين، فأجابهم و رحل عنهم، و عاد إلى بغداد بعد شهرين و نصف، ثم خرج نحو الحلة و الكوفة و الجيش بين يديه، و قال له سليمان شاه أنا ولى عهد سنجر، فان قررتنى في ذلك و إلا فأنا كأحد الأمراء، فوعده خيرا، و كان يحمل الغاشية بين يدي الخليفة على كاهله، فمهد الأمور و وطدها، و سلم على مشهد على إشارة بإصبعه، و كأنه خاف عليه غائلة الروافض أو أن يعتقد في نفسه من القبر شيئا أو غير ذلك، و اللَّه أعلم.

فتح بعلبكّ بيد نور الدين الشهيد

و فيها افتتح نور الدين بعلبك عودا على بدء و ذلك أن نجم الدين أيوب كان نائبا بها على البلد و القلعة فسلمها إلى رجل يقال له الضحاك البقاعي، فاستحوذ عليها و كاتب نجم الدين لنور الدين، و لم يزل نور الدين يتلطف حتى أخذ القلعة أيضا و استدعى بنجم الدين أيوب إليه إلى دمشق فأقطعه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست