responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 231

من مماليكهم، فأقام عندهم شهرين ثم أخذوه و ساروا به فدخلوا مرو، و هي كرسي مملكة خراسان، فسأله بعضهم أن يجعلها له إقطاعا، فقال سنجر هذا لا يمكن، هذه كرسي المملكة، فضحكوا منه و خرطوا به فنزل عن سرير المملكة و دخل خانقاه، و صار فقيرا من جملة أهلها، و تاب عن الملك و استحوذ أولئك الأتراك على البلاد فنهبوها و تركوها قاعا صفصفا، و أفسدوا في الأرض فسادا عريضا، و أقاموا سليمان شاه ملكا، فلم تطل أيامه حتى عزلوه، و ولوا ابن أخت سنجر الخاقان محمود ابن كوخان، و تفرقت الأمور و استحوذ كل إنسان منهم على ناحية من تلك الممالك، و صارت الدولة دولا. و فيها كانت حروب كثيرة بين عبد المؤمن و بين العرب ببلاد المغرب. و فيها أخذت الفرنج مدينة عسقلان من ساحل غزة. و فيها خرج الخليفة إلى واسط في جحفل فأصلح شأنها و عاد إلى بغداد. و حج بالناس فيها قيماز الأرجواني.

و فيها كانت وفاة

الشاعرين القرينين الشهيرين في الزمان الأخير.

بالفرزدق و جرير

و هما أبو الحسن أحمد بن منير الجونى بحلب، و أبو عبد اللَّه محمد بن نصر بن صغير القيسراني الحلبي بدمشق، و على بن السلار الملقب بالعادل وزير الظاهر صاحب مصر، و هو باني المدرسة بالإسكندرية للشافعية للحافظ أبى طاهر السلفي، و قد كان العادل هذا ضد اسمه، كان ظلوما غشوما حطوما، و قد ترجمه ابن خلكان‌

ثم دخلت سنة تسع و أربعين و خمسمائة

فيها ركب الخليفة المقتفى في جيش كثيف إلى تكريت فحاصر قلعتها، و لقي هناك جمعا من الأتراك و التركمان، فأظفره اللَّه بهم، ثم عاد إلى بغداد.

ملك السلطان نور الدين الشهيد بدمشق‌

و جاءت الأخبار بأن مصر قد قتل خليفتها الظافر، و لم يبق منهم إلا صبي صغير ابن خمس شهور، قد ولوه عليهم و لقبوه الفائز، فكتب الخليفة عهدا إلى نور الدين محمود بن زنكي بالولاية على بلاد الشام و الديار المصرية، و أرسله إليها. و فيها هاجت ريح شديدة بعد العشاء فيها نار فخاف الناس أن تكون الساعة، و زلزلت الأرض و تغير ماء دجلة إلى الحمرة، و ظهر بأرض واسط بالأرض دم لا يعرف ما سببه، و جاءت الأخبار عن الملك سنجر أنه في أسر الترك، و هو في غاية الذل و الإهانة، و أنه يبكى على نفسه كل وقت. و فيها انتزع نور الدين محمود دمشق من يد ملكها نور الدين أرتق، و ذلك لسوء سيرته و ضعف دولته، و محاصرة العامة له في القلعة، مع وزيره مؤيد الدولة على بن الصوفي، و تغلب الخادم عطاء على المملكة مع ظلمه و غشمه، و كان الناس يدعون ليلا و نهارا أن يبدلهم بالملك نور الدين، و اتفق مع ذلك أن الفرنج أخذوا عسقلان فحزن نور الدين على ذلك،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست