نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 228
قطز الخادم
أمير الحاج مدة عشرين سنة و أكثر، سمع الحديث و قرأ على ابن الزاغونى، و كان يحب العلم و الصدقة، و كان الحاج معه في غاية الدعة و الراحة و الأمن، و ذلك لشجاعته و وجاهته عند الخلفاء و الملوك، توفى ليلة الثلاثاء الحادي عشر من ذي القعدة و دفن بالرصافة.
ثم دخلت سنة خمس و أربعين و خمسمائة
فيها فتح نور الدين محمود حصن فامية، و هو من أحصن القلاع، و قيل فتحه في التي قبلها.
و فيها قصد دمشق ليأخذها فلم يتفق له ذلك، فخلع على ملكها مجير الدين أرتق، و على وزيره ابن الصوفي، و تقررت الخطبة له بها بعد الخليفة و السلطان، و كذلك السكة. و فيها فتح نور الدين حصن إعزاز و أسر ابن ملكها ابن جوسليق، ففرح المسلمون بذلك، ثم أسر بعده والده جوسليق الفرنجى، فتزايدت الفرحة بذلك، و فتح بلادا كثيرة من بلاده. و في المحرم منها حضر يوسف الدمشقيّ تدريس النظامية، و خلع عليه، و لما لم يكن ذلك باذن الخليفة بل بمرسوم السلطان و ابن النظام، منع من ذلك فلزم بيته و لم يعد إلى المدرسة بالكلية، و تولاها الشيخ أبو النجيب باذن الخليفة و مرسوم السلطان.
قال ابن الجوزي: في هذه السنة وقع مطر باليمن كله دم، حتى صبغ ثياب الناس.
و ممن توفى فيها من الأعيان
الحسن بن ذي النون
ابن أبى القاسم، بن أبى الحسن، أبو المفاخر النيسابورىّ، قدم بغداد فوعظ بها، و جعل ينال من الأشاعرة فأحبته الحنابلة، ثم اختبروه فإذا هو معتزلي ففتر سوقه، و جرت بسببه فتنة ببغداد، و قد سمع منه ابن الجوزي شيئا من شعره، من ذلك:
مات الكرام و مروا و انقضوا و مضوا* * * و مات من بعدهم تلك الكرامات
و خلفوني في قوم ذوى سفه* * * لو أبصروا طيف ضيف في الكرى ماتوا
عبد الملك بن عبد الوهاب
الحنبلي القاضي بهاء الدين، كان يعرف مذهب أبى حنيفة و أحمد، و يناظر عنهما، و دفن مع أبيه و جده بقبور الشهداء.
عبد الملك بن أبى نصر بن عمر
أبو المعالي الجبليّ، كان فقيها صالحا متعبدا فقيرا، ليس له بيت يسكنه، و إنما يبيت في المساجد المهجورة، و قد خرج مع الحجيج فأقام بمكة يعبد ربه و يفيد العلم، فكان أهلها يثنون عليه خيرا
الفقيه أبو بكر بن العربيّ
المالكي، شارح الترمذي، كان فقيها عالما، و زاهدا عابدا، و سمع الحديث بعد اشتغاله في
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 228