نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 224
الأول، فخرج إليهم أهلها في مائة ألف و ثلاثين ألفا، فاقتتلوا معهم قتالا شديدا، قتل من المسلمين في أول يوم نحو من مائتي رجل، و من الفرنج خلق كثير لا يحصون، و استمر الحرب مدة، و أخرج مصحف عثمان إلى وسط صحن الجامع، و اجتمع الناس حوله يدعون اللَّه عز و جل، و النساء و الأطفال مكشفى الرءوس يدعون و يتباكون، و الرماد مفروش في البلد، فاستغاث أرتق بنور الدين محمود صاحب حلب و بأخيه سيف الدين غازى صاحب الموصل، فقصداه سريعا في نحو من سبعين ألفا بمن انضاف إليهم من الملوك و غيرهم، فلما سمعت الفرنج بقدوم الجيش تحولوا عن البلد، فلحقهم الجيش فقتلوا منهم خلقا كثيرا، و جما غفيرا، و قتلوا قسيسا معهم اسمه إلياس، و هو الّذي أغراهم بدمشق، و ذلك أنه افترى مناما عن المسيح أنه وعده فتح دمشق، فقتل لعنه اللَّه، و قد كادوا يأخذون البلد، و لكن اللَّه سلم، و حماها بحوله و قوته. قال تعالى (وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً) و مدينة دمشق لا سبيل للأعداء من الكفرة عليها، لأنها المحلة التي أخبر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عنها أنها معقل الإسلام عند الملاحم و الفتن، و بها ينزل عيسى ابن مريم، و قد قتل الفرنج خلقا كثيرا من أهل دمشق، و ممن قتلوا الفقيه الكبير الملقب حجة الدين شيخ المالكية بها، أبو الحجاج يوسف بن درناس الفندلاوى، بأرض النيرب، و دفن بمقابر باب الصغير، و كان مجير الدين قد صالح الفرنج عن دمشق ببانياس، فرحلوا عنها و تسلموا بانياس.
و فيها وقع بين السلطان مسعود و أمرائه ففارقوه، و قصدوا بغداد فاقتتلوا مع العامة، فقتلوا منهم خلقا كثيرا من الصغار و الكبار، ثم اجتمعوا قبال التاج و قبلوا الأرض و اعتذروا إلى الخليفة مما وقع، و ساروا نحو النهروان فتفرقوا في البلاد، و نهبوا أهلها، فغلت الأسعار بالعراق بسبب ذلك. و فيها ولى قضاء القضاة ببغداد أبو الحسن على بن أحمد بن على بن الدامغانيّ، بعد وفاة الزينبي. و فيها ملك سولي بن الحسين ملك الثغور مدينة غزنة، فذهب صاحبها بهرام شاه بن مسعود من أولاد سبكتكين إلى فرغانة فاستغاث بملكها، فجاء بجيوش عظيمة فاقتلع غزنة من سولي، و أخذه أسيرا فصلبه، و قد كان كريما جوادا، كثير الصدقات.
و ممن توفى فيها من الأعيان.
إبراهيم بن محمد
ابن نهار بن محرز الغنوي الرقى، سمع الحديث و تفقه بالشاشي و الغزالي، و كتب شيئا كثيرا من مصنفاته، و قرأها عليه، و صحبه كثيرا، و كان مهيبا كثير الصمت، توفى في ذي الحجة منها و قد جاوز الثمانين.
شاهان شاه بن أيوب
ابن شادى، استشهد مع نور الدين، و هو والد الست عذار، واقفة العذارية، و تقى الدين عمر واقف التقوية.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 224