responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 221

اصطلحا. و في يوم الجمعة نصف ذي القعدة جلس ابن العبادي الواعظ فتكلم و السلطان مسعود حاضر، و كان قد وضع على الناس في البيع مكسا فاحشا، فقال في جملة وعظه: يا سلطان العالم، أنت تطلق في بعض الأحيان للمغنى إذا طربت قريبا مما وضعت على المسلمين من هذا المكس، فهبني مغنيا و قد طربت فهب لي هذا المكس شكرا لنعم اللَّه عليك. فأشار السلطان بيده أن قد فعلت، فضج الناس بالدعاء له، و كتب بذلك سجلات، و نودي في البلد بإسقاط ذلك المكس، ففرح الناس بذلك و للَّه الحمد و المنة. و فيها قل المطر جدا، و قلت مياه الأنهار، و انتشر جراد عظيم، و أصاب الناس داء في حلوقهم، فمات بذلك خلائق كثيرة ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌. و فيها قتل الملك عماد الدين زنكي بن قيم الدولة التركي صاحب الموصل، و حلب و غيرها من البلاد الشامية و الجزيرة، و كان محاصرا قلعة جعبر، و فيها شهاب الدين سالم بن مالك العقيلي، فبرطل بعض مماليك زنكي حتى قتلوه في الليلة الخامسة من ربيع الأول من هذه السنة. قال العماد الكاتب: كان سكرانا فاللَّه أعلم. و قد كان زنكي من خيار الملوك و أحسنهم سيرة و شكلا، و كان شجاعا مقداما حازما، خضعت له ملوك الأطراف، و كان من أشد الناس غيرة على نساء الرعية، و أجود الملوك معاملة، و أرفقهم بالعامة، و قام بالأمر من بعده بالموصل ولده سيف الدولة، و بحلب نور الدين محمود، فاستعاد نور الدين هذا مدينة الرها، و كان أبوه قد فتحها. فلما مات عصوا فقهرهم نور الدين. و فيها ملك عبد المؤمن صاحب المغرب و خادم ابن تومرت جزيرة الأندلس، بعد حروب طويلة. و فيها ملكت الفرنج مدينة طرابلس الغرب، و فيها استعاد صاحب دمشق مدينة بعلبكّ. و فيها جاء نجم الدين أيوب إلى صاحب دمشق فسلمه القلعة و أعطاه أمزبه عنده بدمشق. و فيها قتل السلطان مسعود حاجبه عبد الرحمن بن طغرلبك و قتل عباسا صاحب الري، و ألقى رأسه إلى أصحابه فانزعج الناس و نهبوا خيام عباس هذا، و قد كان عباس من الشجعان المشهورين، قاتل الباطنية مع مخدومه جوهر، فلم يزل يقتل منهم حتى بنى مئذنة من رءوسهم بمدينة الري. و فيها مات نقيب النقباء ببغداد محمد بن طراد الزينبي، فتولى بعده على بن طلحة الزينبي. و فيها سقط جدار على ابنة الخليفة، و كانت قد بلغت مبالغ النساء، فماتت فحضر جنازتها الأعيان. و حج بالناس قطز الخادم.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

زنكي بن آقسنقر

تقدم ذكر شي‌ء من ترجمته، و هو أبو نور الدين محمود الشهيد، و قد أطنب الشيخ أبو شامة في الروضتين في ترجمته، و ما قيل فيه من نظم و نثر (رحمه اللَّه).

سعد الخير

محمد بن سهل بن سعد، أبو الحسن المغربي الأندلسى الأنصاري، رحل و حصل كتبا نفيسة،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست