نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 220
ثم دخلت سنة أربعين و خمسمائة
فيها حصر على بن دبيس أخاه محمدا و لم يزل يحاصره حتى اقتلع من يده الحلة و ملكها، و في رجب منها دخل السلطان مسعود بغداد خوفا من اجتماع عباس صاحب الري، و محمد شاه بن محمود، ثم خرج منها في رمضان، و حج بالناس أرجوان مملوك أمير الجيوش بسبب ما كان وقع بين قطز و أمير مكة في السنة الماضية.
و ممن توفى فيها من الأعيان
أحمد بن محمد
ابن الحسن بن على بن أحمد بن سليمان، أبو سعد الأصبهاني، ثم البغدادي، سمع الحديث و كان على طريقة السلف، حلو الشمائل، مطرح الكلفة، ربما خرج إلى السوق بقميص و قلنسوة. و حج أحد عشر حجة، و كان يملى الحديث و يكثر الصوم، توفى بنهاوند في ربيع الأول من هذه السنة، و قد قارب الثمانين.
على بن أحمد
ابن الحسين بن أحمد، أبو الحسن اليزدي، تفقه بأبي بكر الشاشي، و سمع الحديث و أسمعه، و كان له و لأخيه قميص واحد، إذا خرج هذا لبسه و جلس الآخر في البيت عريانا، و كذا الآخر.
موهوب بن أحمد
ابن محمد بن الخضر، أبو منصور الجواليقيّ، شيخ اللغة في زمانه، باشر مشيخة اللغة بالنظاميّة بعد شيخه أبى زكريا التبريزي، و كان يؤم بالمقتفى، و ربما قرأ الخليفة عليه شيئا من الكتب، و كان عاقلا متواضعا في ملبسه، طويل الصمت كثير الفكر، و كانت له حلقة بجامع القصر أيام الجمع، و كان فيه لكنة، و كان يجلس إلى جانبه المغربي معبر المنامات، و كان فاضلا لكنه كان كثير النعاس في مجلسه، فقال فيهما بعض الأدباء:
بغداد عندي ذنبها لن يغفرا* * * عيوبها مكشوفة لن تسترا
كون الجواليقيّ فيها ممليا* * * لغة و كون المغربي معبرا
ما سور للكنته يقول فصاحة* * * و يوم يقظته يعبر في الكرا
ثم دخلت سنة إحدى و أربعين و خمسمائة
في ليلة مستهل ربيع الأول منها احترق القصر الّذي بناه المسترشد، و كان في غاية الحسن، و كان الخليفة المقتفى قد انتقل بجواريه و حظاياه إليه ليقيم فيه ثلاثة أيام، فما هو إلا أن ناموا احترق عليهم القصر بسبب أن جارية أخذت في يدها شمعة فعلق لهبها ببعض الأخشاب، فاحترق القصر و سلم اللَّه الخليفة و أهله، فأصبح فتصدق بأشياء كثيرة، و أطلق خلقا من المحبسين. و في رجب منها وقع بين الخليفة و السلطان مسعود واقع فبعث الخليفة إلى الجوامع و المساجد فأغلقت ثلاثة أيام، حتى
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 220