responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 22

و أخذ عنه إمام الحرمين، و فيما قاله نظر. لأن سن إمام الحرمين لا يحتمل ذلك، فان القفال هذا مات في هذه السنة و له تسعون سنة، و دفن بسجستان، و إمام الحرمين ولد سنة تسع عشرة و أربعمائة كما سيأتي، و إنما قيل له القفال لأنه كان أولا يعمل الأقفال، و لم يشتغل إلا و هو ابن ثلاثين سنة، (رحمه اللَّه تعالى)‌

ثم دخلت سنة ثمان عشرة و أربعمائة

في ربيع الأول منها وقع برد أهلك شيئا كثيرا من الزروع و الثمار، و قتل خلقا كثيرا من الدواب. قال ابن الجوزي: و قد قيل إنه كان في برده كل بردة رطلان و أكثر، و في واسط بلغت البردة أرطالا، و في بغداد بلغت قدر البيض. و في ربيع الآخر سألت الاسفهلارية الغلمان الخليفة أن يعزل عنهم أبا كاليجار، لتهاونه بأمرهم، و فساده و فساد الأمور في أيامه، و يولى عليهم جلال الدولة، الّذي كانوا قد عزلوه عنهم، فماطلهم الخليفة في ذلك و كتب إلى أبى كاليجار أن يتدارك أمره، و أن يسرع الأوبة إلى بغداد، قبل أن يفوت الأمر، و ألح أولئك على الخليفة في تولية جلال الدولة، و أقاموا له الخطبة ببغداد، و تفاقم الحال، و فسد النظام. و فيها ورد كتاب من محمود بن سبكتكين يذكر أنه دخل بلاد الهند أيضا، و أنه كسر الصنم الأعظم الّذي لهم المسمى بسومنات، و قد كانوا يفدون إليه من كل فج عميق، كما يفد الناس إلى الكعبة البيت الحرام و أعظم، و ينفقون عنده النفقات و الأموال الكثيرة، التي لا توصف و لا تعد، و كان عليه من الأوقاف عشرة آلاف قرية، و مدينة مشهورة، و قد امتلأت خزائنه أموالا، و عنده ألف رجل يخدمونه، و ثلاثمائة رجل يحلقون رءوس حجيجه، و ثلاثمائة رجل يغنون و يرقصون على بابه، لما يضرب على بابه الطبول و البوقات، و كان عنده من المجاورين ألوف يأكلون من أوقافه، و قد كان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ هذا الصنم، و كان يعوقه طول المفاوز و كثرة الموانع و الآفات، ثم استخار اللَّه السلطان محمود لما بلغه خبر هذا الصنم و عباده، و كثرة الهنود في طريقه، و المفاوز المهلكة، و الأرض الخطرة، في تجشم ذلك في جيشه، و أن يقطع تلك الأهوال إليه، فندب جيشه لذلك فانتدب معه ثلاثون ألفا من المقاتلة، ممن اختارهم لذلك، سوى المتطوعة، فسلمهم اللَّه حتى انتهوا إلى بلد هذا الوثن، و نزلوا بساحة عباده، فإذا هو بمكان بقدر المدينة العظيمة، قال: فما كان بأسرع من أن ملكناه و قتلنا من أهله خمسين ألفا و قلعنا هذا الوثن و أوقدنا تحته النار. و قد ذكر غير واحد أن الهنود بذلوا للسلطان محمود أموالا جزيلة ليترك لهم هذا الصنم الأعظم، فأشار من أشار من الأمراء على السلطان محمود بأخذ الأموال و إبقاء هذا الصنم لهم، فقال: حتى أستخير اللَّه عز و جل، فلما أصبح قال: إني فكرت في الأمر الّذي ذكر فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة أين محمود الّذي كسر الصنم؟ أحب إلى من أن يقال الّذي ترك الصنم لأجل ما يناله من الدنيا، ثم عزم فكسره (رحمه اللَّه)، فوجد عليه و فيه من الجواهر و اللآلي و الذهب و الجواهر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست