نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 23
النفيسة ما ينيف على ما بذلوه له بأضعاف مضاعفة، و نرجو من اللَّه له في الآخرة الثواب الجزيل الّذي مثقال دانق منه خير من الدنيا و ما فيها، مع ما حصل له من الثناء الجميل الدنيوي، ف(رحمه اللَّه) و أكرم مثواه. و في يوم السبت ثالث رمضان دخل جلال الدولة إلى بغداد فتلقاه الخليفة في دجلة في طيارة، و معه الأكابر و الأمراء، فلما واجه جلال الدولة الخليفة قبل الأرض دفعات، ثم سار إلى دار الملك، و عاد الخليفة إلى داره، و أمر جلال الدولة أن يضرب له الطبل في أوقات الصلوات الثلاث، كما كان الأمر في زمن عضد الدولة، و صمصامها و شرفها و بهائها، و كان الخليفة يضرب له الطبل في أوقات الخمس، فأراد جلال الدولة ذلك فقيل له يحمل هذه المساواة الخليفة في ذلك، ثم صمم على ذلك في أوقات الخمس. قال ابن الجوزي: و فيها وقع برد شديد حتى جمد الماء و النبيذ و أبوال الدواب و المياه الكبار، و حافات دجلة. و لم يحج أحد من أهل العراق.
و فيها توفى من الأعيان
أحمد بن محمد بن عبد اللَّه
ابن عبد الصمد بن المهتدي باللَّه، أبو عبد اللَّه الشاهد، خطب له في جامع المنصور في سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة، و لم يخطب له إلا بخطبة واحدة جمعات كثيرة متعددة، فكان إذا سمعها الناس منه ضجوا بالبكاء و خشعوا لصوته.
الحسين بن على بن الحسين
أبو القاسم المغربي الوزير، ولد بمصر في ذي الحجة سنة تسعين و ثلاثمائة، و هرب منها حين قتل صاحبها الحاكم أباه و عمه محمدا، و قصد مكة ثم الشام، و وزر في عدة أماكن، و كان يقول الشعر الحسن، و قد تذاكر هو و بعض الصالحين فأنشده ذلك الصالح شعرا:
إذا شئت أن تحيا غنيا فلا تكن* * * على حالة إلا رضيت بدونها
فاعتزل المناصب و السلطان، فقال له بعض أصحابه: تركت المنازل و السلطان في عنفوان شبابك؟ فأنشأ يقول:
كنت في سفر الجهل و البطالة* * * حينا فحان منى القدوم
تبت من كل مأثم فعسى* * * يمحى بهذا الحديث ذاك القديم
بعد خمس و أربعين تعد* * * ألا إن الآله القديم كريم
توفى بميافارقين في رمضان منها عن خمس و أربعين سنة، و دفن بمشهد على.
محمد بن الحسن بن إبراهيم
أبو بكر الوراق، المعروف بابن الخفاف، روى عن القطيعي و غيره، و قد اتهموه بوضع الحديث و الأسانيد، قاله الخطيب و غيره.
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 23