نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 213
الخطبة ببغداد، و جرت فتن طويلة. و فيها تزوج السلطان مسعود بسفري بنت دبيس بن صدقة و زينت بغداد لذلك سبعة أيام. قال ابن الجوزي: فحصل بسبب ذلك فساد عريض طويل منتشر، ثم تزوج ابنة عمه فزينت بغداد ثلاثة أيام أيضا. و فيها ولد للسلطان الناصر صلاح يوسف بن أيوب ابن شارى بقلعة تكريت.
و ممن توفى فيها من الأعيان
أحمد بن محمد
أبو بكر بن أبى الفتح الدينَوَريّ الحنبلي، سمع الحديث و تفقه على أبى الخطاب الكلوذاني و أفتى و درس و ناظر، كان أسعد الميهنى يقول عنه: ما اعترض أبو بكر الدينَوَريّ على دليل أحد إلا ثلمه، و قد تخرج به ابن الجوزي و أنشد:
تمنيت أن يمسى فقيها مناظرا* * * بغير عياء و الجنون فنون
و ليس اكتساب المال دون مشقة* * * تلقيتها، فالعلم كيف يكون؟
عبد المنعم بن عبد الكريم
ابن هوازن، أبو المظفر القشيري، آخر من بقي منهم، سمع أباه و أبا بكر البيهقي و غيرهما، و سمع منه عبد الوهاب الأنماطي، و أجاز ابن الجوزي، و قارب التسعين.
محمد بن عبد الملك
ابن محمد بن عمر، أبو الحسن الكرخي، سمع الكثير في بلاد شتى، و كان فقيها مفتيا، تفقه بأبي إسحاق و غيره من الشافعية، و كان شاعرا فصيحا، و له مصنفات كثيرة منها الفصول في اعتقاد الأئمة الفحول، يذكر فيه مذاهب السلف في باب الاعتقاد، و يحكى فيه أشياء غريبة حسنة، و له تفسير و كتاب في الفقه، و كان لا يقنت في الفجر، و يقول: لم يصح ذلك في حديث، و قد كان إمامنا الشافعيّ يقول: إذا صح الحديث فهو مذهبي، و اضربوا بقولي الحائط. و قد كان حسن الصورة جميل المعاشرة، و من شعره قوله:
تناءت داره عنى و لكن* * * خيال جماله في القلب ساكن
إذا امتلأ الفؤاد به فما ذا* * * يضر إذا خلت منه الأماكن
توفى و قد قارب التسعين.
الخليفة الراشد
منصور بن المسترشد، قتل بأصبهان بعد مرض أصابه، فقيل إنه سم، و قيل قتلته الباطنية، و قيل قتله الفراشون الذين كانوا يلون أمره فاللَّه أعلم. و قد حكى ابن الجوزي عن أبى بكر الصولي أنه قال الناس يقولون كل سادس يقوم بأمر الناس من أول الإسلام لا بد أن يخلع. قال ابن الجوزي:
فتأملت ذلك فرأيته عجبا قيام رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ثم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على ثم الحسن فخلعه معاوية
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 213