responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 210

ثم دخلت سنة ثلاثين و خمسمائة

فيها وقع بين الخليفة الراشد و بين السلطان مسعود بسبب أنه أرسل إلى الخليفة يطلب منه ما كان كتبه له والده المسترشد حين أسره، التزم له بأربعمائة ألف دينار، فامتنع من ذلك و قال:

ليس بيننا و بينكم إلا السيف، فوقع بينهما الخلف، فاستجاش السلطان بالعساكر، و استنهض الخليفة الأمراء، و أرسل إلى عماد الدين زنكي فجاء و التف على الخليفة خلائق، و جاء في غضون ذلك السلطان داود بن محمود بن محمد بن ملك شاه، فخطب له الخليفة ببغداد، و خلع عليه و بايعه على الملك، فتأكدت الوحشة بين السلطان و الخليفة جدا، و برز الخليفة إلى ظاهر بغداد و مشى الجيش بين يديه، كما كانوا يعاملون أباه، و ذلك يوم الأربعاء سلخ شعبان، و خرج السلطان داود من جانب آخر، فلما بلغهم كثرة جيوش السلطان محمود حسن عماد الدين زنكي للخليفة أن يذهب معه إلى الموصل، و اتفق دخول مسعود إلى بغداد في غيبتهم يوم الاثنين رابع شوال، فاستحوذ على دار الخلافة بما فيها جميعه، ثم استخلص من نساء الخليفة و خظاياه الحلي و المصاغ و الثياب التي للزينة، و غير ذلك، و جمع القضاة و الفقهاء، و أبرز لهم خط الراشد أنه متى خرج من بغداد لقتال السلطان فقد خلع نفسه من الخلافة، فأفتى من أفتى من الفقهاء بخلعه، فخلع في يوم الاثنين سادس عشر شهر ذي القعدة بحكم الحاكم و فتيا الفقهاء، و كانت خلافته إحدى عشر شهرا و إحدى عشر يوما، و استدعى السلطان بعمه المقتفى بن المستظهر فبويع بالخلافة عوضا عن ابن أخيه الراشد باللَّه.

خلافة المقتفى لأمر اللَّه‌

أبى عبد اللَّه بن المستظهر، و أمه صفراء تسمى نسيما، و يقال لها ست السادة، و له من العمر يومئذ أربعون سنة، بويع بالخلافة بعد خلع الراشد بيومين، و خطب له على المنابر يوم الجمعة لعشرين من ذي القعدة، و لقب بالمقتفى لأنه يقال إنه رأى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو في المنام و هو يقول له سيصل هذا الأمر إليك فاقتف بى، فصار إليه بعد ستة أيام فلقب بذلك‌

فائدة حسنة ينبغي التنبه لها

ولى المقتفى و المسترشد الخلافة و كانا أخوين، و كذلك السفاح و المنصور، و كذلك الهادي و الرشيد، ابنا المهدي، و كذلك الواثق و المتوكل ابنا المعتصم أخوان، و أما ثلاثة إخوة فالأمين و المأمون و المعتصم بنو الرشيد، و المنتصر و المعتز و المعتمد بنو المتوكل، و المكتفي و المقتدر و القاهر بنو المعتضد، و الراضي و المقتفى و المطيع بنو المقتدر، و أما أربعة إخوة فلم يكن إلا في بنى أمية و هم الوليد و سليمان و يزيد و هشام بنو عبد الملك بن مروان، و لما استقر المقتفى بالخلافة استمر الراشد ذاهبا إلى الموصل صحبة صاحبها عماد الدين زنكي، فدخلها في ذي الحجة من هذه السنة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست