responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 199

ببغداد أن دبيسا أقبل إلى بغداد في جيش كثيف، فكتب الخليفة إلى السلطان محمود: لئن لم تكف دبيسا عن القدوم إلى بغداد و إلا خرجنا إليه و نقضنا ما بيننا و بينك من العهود و الصلح. و فيها ملك الاتابك زنكي بن آقسنقر مدينة حلب و ما حولها من البلاد. و فيها ملك تاج الملوك بورى بن طغتكين مدينة دمشق بعد وفاة أبيه، و قد كان أبوه من مماليك ألب أرسلان، و كان عاقلا حازما عادلا خيرا، كثير الجهاد في الفرنج (رحمه اللَّه). و فيها عمل ببغداد مصلى للعيد ظاهر باب الحلية، و حوط عليه، و جعل فيه قبلة. و حج بالناس قطز الخادم المتقدم ذكره.

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

الحسن بن على بن صدقة

أبو على وزير الخليفة المسترشد، توفى في رجب منها. و من شعره الّذي أورد له ابن الجوزي و قد بالغ في مدح الخليفة فيه و أخطأ:

وجدت الورى كالماء طعما ورقة* * * و أن أمير المؤمنين زلاله‌

و صورت معنى العقل شخصا مصورا* * * و أن أمير المؤمنين مثاله‌

فلو لا مكان الشرع و الدين و التقى* * * لقلت من الإعظام جل جلاله‌

الحسين بن على‌

ابن أبى القاسم اللامشي، من أهل سمرقند، روى الحديث و تفقه، و كان يضرب به المثل في المناظرة، و كان خيرا دينا على طريقة السلف، مطرحا للتكلف أمارا بالمعروف، قدم من عند الخاقان ملك ما وراء النهر في رسالة إلى دار الخلافة، فقيل له ألا تحج عامك هذا؟ فقال: لا أجعل الحج تبعا لرسالتهم، فعاد إلى بلده فمات في رمضان من هذه السنة عن إحدى و ثمانين سنة (رحمه اللَّه).

طغتكين الاتابك‌

صاحب دمشق التركي، أحد غلمان تتش، كان من خيار الملوك و أعدلهم و أكثرهم جهادا للفرنج، و قام من بعده ولده تاج الملوك بورى.

ثم دخلت سنة ثلاث و عشرين و خمسمائة

في المحرم منها دخل السلطان محمود إلى بغداد، و اجتهد في إرضاء الخليفة عن دبيس، و أن يسلم إليه بلاد الموصل، فامتنع الخليفة من ذلك و أبى أشد الاباء، هذا و قد تأخر دبيس عن الدخول إلى بغداد، ثم دخلها و ركب بين الناس فلعنوه و شتموه في وجهه، و قدم عماد الدين زنكي فبذل للسلطان في كل سنة مائة ألف دينار، و هدايا و تحفا، و التزم للخليفة بمثلها على أن لا يولى دبيسا شيئا و على أن يستمر زنكي على عمله بالموصل، فأقره على ذلك و خلع عليه، و رجع إلى عمله فملك حلب و حماه، و أسر صاحبها سونج بن تاج الملوك، فافتدى نفسه بخمسين ألف دينار. و في يوم الاثنين‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست