responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 200

سلخ ربيع الآخر خلع السلطان على نقيب النقباء استقلالا، و لا يعرف أحد من العباسيين باشر الوزارة غيره. و في رمضان منها جاء دبيس في جيش إلى الحلة فملكها و دخلها في أصحابه، و كانوا ثلاثمائة فارس، ثم إنه شرع في جمع الأموال و أخذ الغلات من القرى حتى حصل نحوا من خمسمائة ألف دينار، و استخدم قريبا من عشرة آلاف مقاتل، و تفاقم الحال بأمره، و بعث إلى الخليفة يسترضيه فلم يرض عليه، و عرض عليه أموالا فلم يقبلها، و بعث إليه السلطان جيشا فانهزم إلى البرية ثم أغار على البصرة فأخذ منها حواصل السلطان و الخليفة، ثم دخل البرية فانقطع خبره. و في هذه السنة قتل صاحب دمشق من الباطنية ستة آلاف، و علق رءوس كبارهم على باب القلعة، و أراح اللَّه الشام منهم. و فيها حاصرت الفرنج مدينة دمشق فخرج إليهم أهلها، فقاتلوهم قتالا شديدا، و بعث أهل دمشق عبد اللَّه الواعظ و معه جماعة من التجار يستغيثون بالخليفة، و هموا بكسر منبر الجامع، حتى وعدهم بأنه سيكتب إلى السلطان ليبعث لهم جيشا يقاتلون الفرنج، فسكنت الأمور، فلم يبعث لهم جيشا حتى نصرهم اللَّه من عنده، فان المسلمين هزموهم و قتلوا منهم عشرة آلاف، و لم يفلت منهم سوى أربعين نفسا و للَّه الحمد و المنة. و قتل سمند الفرنجى صاحب أنطاكية. و فيها تخبط الناس في الحج حتى ضاق الوقت بسبب فتنة دبيس، حتى حج بهم برنقش الزكوى، و كان اسمه بغاجق.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

أسعد بن أبى نصر

الميهنى أبو الفتح، أحد أئمة الشافعية في زمانه، تفقه على أبى المظفر السمعاني، و ساد أهل زمانه و برع و تفرد من بين أقرانه، و ولى تدريس النظامية ببغداد، و حصل له وجاهة عند الخاص و العام و علق عنه تعليقة في الخلاف، ثم عزل عن النظامية فسار إلى همذان فمات بها في هذه السنة (رحمه اللَّه تعالى).

ثم دخلت سنة أربع و عشرين و خمسمائة

فيها كانت زلزلة عظيمة بالعراق تهدم بسببها دور كثيرة ببغداد. و وقع بأرض الموصل مطر عظيم فسقط بعضه نارا تأجج فأحرقت دورا كثيرة، و خلقا من ذلك المطر و تهارب الناس.

و فيها وجد ببغداد عقارب طيارة لها شوكتان، فخاف الناس منها خوفا شديدا. و فيها ملك السلطان سنجر مدينة سمرقند و كان بها محمد بن خاقان. و فيها ملك عماد الدين زنكي بلادا كثيرة من الجزيرة و هما مع الفرنج، و جرت معهم حروب طويلة، نصر عليهم في تلك المواقف كلها و للَّه الحمد. و قتل خلقا من جيش الروم حين قدموا الشام، و مدحه الشعراء على ذلك،

قتل خليفة مصر

و في ثانى ذي القعدة قتل الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام اللَّه بن المستعلى صاحب مصر، قتله الباطنية و له من العمر أربع و ثلاثون سنة، و كانت مدة خلافته تسعا و عشرين سنة و خمسة أشهر

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست