نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 196
الحجة، فنزلوا في بيوت الناس و حصل للناس منهم أذى كثير في حريمهم، ثم إن السلطان راسل الخليفة في الصلح فأبى ذلك الخليفة، و ركب في جيشه و قاتل الأتراك و معه شرذمة قليلة من المقاتلة، و لكن العامة كلهم معه، و قتل من الأتراك خلقا، ثم جاء عماد الدين زنكي في جيش كثيف من واسط في سفن إلى السلطان نجدة، فلما استشعر الخليفة ذلك دعا إلى الصلح، فوقع الصلح بين السلطان و الخليفة، و أخذ الملك يستبشر بذلك جدا، و يعتذر إلى الخليفة مما وقع، ثم خرج في أول السنة الآتية إلى همذان لمرض حصل له. و فيها كان أول مجلس تكلم فيه ابن الجوزي على المنبر يعظ الناس، و عمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة، و حضره الشيخ أبو القاسم على بن يعلى العلويّ البلخي، و كان نسيبا، علمه كلمات ثم أصعده المنبر فقالها، و كان يوما مشهودا. قال ابن الجوزي: و حزر الجمع يومئذ بخمسين ألفا، و اللَّه أعلم. و فيها اقتتل طغتكين صاحب دمشق و أعداؤه من الفرنج فقتل منهم خلقا كثيرا، و غنم منهم أموالا جزيلة و للَّه الحمد و المنة،
و ممن توفى فيها من الأعيان
أحمد بن محمد بن محمد
أبو الفتح الطوسي الغزالي، أخو أبى حامد الغزالي، كان واعظا مفوها، ذا حظ من الكلام و الزهد و حسن التأني، و له نكت جيدة، و وعظ مرة في دار الملك محمود فأطلق له ألف دينار، و خرج فإذا على الباب فرس الوزير بسرجها الذهب، و سلاحها و ما عليها من الحلي، فركبها، فبلغ ذلك الوزير فقال: دعوه و لا يرد على الفرس، فأخذها الغزالي، و سمع مرة ناعورة تئن فألقى عليها رداءه فتمزق قطعا قطعا. قال ابن الجوزي: و قد كانت له نكت إلا أن الغالب على كلامه التخليط و الأحاديث الموضوعة المصنوعة، و الحكايات الفارغة، و المعاني الفاسدة، ثم أورد ابن الجوزي أشياء منكرة من كلامه فاللَّه أعلم، من ذلك أنه كان كلما أشكل عليه شيء رأى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في اليقظة فسأله عن ذلك فدله على الصواب، و كان يتعصب إلى بليس و يعتذر له، و تكلم فيه ابن الجوزي بكلام طويل كثير. قال و نسب إلى محبة المردان و القول بالمشاهدة فاللَّه أعلم بصحة ذلك. قال ابن خلكان:
كان واعظا مليح الوعظ حسن المنظر صاحب كرامات و إشارات، و كان من الفقهاء، غير أنه مال إلى الوعظ فغلب عليه و درس بالنظاميّة نيابة عن أخيه لما تزهد، و اختصر إحياء علوم الدين في مجلد سماه «لباب الاحيا» و له الذخيرة في علم البصيرة، و طاف البلاد و خدم الصوفية بنفسه، و كان مائلا إلى الانقطاع و العزلة و اللَّه أعلم بحاله.
أحمد بن على
ابن محمد الوكيل، المعروف بابن برهان، أبو الفتح الفقيه الشافعيّ، تفقه على الغزالي و على الكيا الهراسي، و على الشاشي، و كان بارعا في الأصول، و له كتاب الذخيرة في أصول الفقه، و كان يعرف
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 196