responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 189

بمصر، و العامة تقول مرجوش، و أبوه باني الجامع الّذي بثغر الاسكندرية بسوق العطارين، و مشهد الرأس بعسقلان أيضا، و كان أبوه نائب المستنصر على مدينة صور، و قيل على عكا، ثم استدعاه إليه في فصل الشتاء فركب البحر فاستنابه على ديار مصر، فسدد الأمور بعد فسادها، و مات في سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة، و قام في الوزارة ولده الأفضل هذا، و كان كأبيه في الشهامة و الصرامة، و لما مات المستنصر أقام المستعلى و استمرت الأمور على يديه، و كان عادلا حسن السيرة، موصوفا بجودة السريرة فاللَّه أعلم، ضربه فداوى و هو راكب فقتله في رمضان من هذه السنة، عن سبع و خمسين سنة، و كانت إمارته من ذلك بعد أبيه ثمان و عشرين سنة، و كانت داره دار الوكالة اليوم بمصر، و قد وجد له أموال عديدة جدا، تفوق العد و الإحصاء، من القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث، و الجواهر النفائس، فانتقل ذلك كله إلى الخليفة الفاطمي، فجعل في خزانته، و ذهب جامعه إلى سواء الحساب، على الفتيل من ذلك و النقير و القطمير و اعتاض عنه الخليفة بأبي عبد اللَّه البطائحي، و لقبه المأمون. قال ابن خلكان: ترك الأفضل من الذهب العين ستمائة ألف ألف دينار مكررة، و من الدراهم مائتين و خمسين أردبا، و سبعين ثوب ديباج أطلس، و ثلاثين راحلة أحقاق ذهب عراقي، و دواة ذهب فيها جوهرة باثني عشر ألف دينار، و مائة مسمار ذهب زنة كل مسمار مائة مثقال، في عشرة مجالس كان يجلس فيها، على كل مسمار منديل مشدود بذهب، كل منديل على لون من الألوان من ملابسه، و خمسمائة صندوق كسوة للبس بدنه، قال: و خلف من الرقيق و الخيل و البغال و المراكب و المسك و الطيب و الحلي ما لا يعلم قدره إلا اللَّه عز و جل، و خلف من البقر و الجواميس و الغنم ما يستحيى الإنسان من ذكره، و بلغ ضمان ألبانها في سنة وفاته ثلاثين ألف دينار، و ترك صندوقين كبيرين مملوءين إبر ذهب برسم النساء.

عبد الرزاق بن عبد اللَّه‌

ابن على بن إسحاق الطوسي، ابن أخى نظام الملك، تفقه بإمام الحرمين، و أفتى و درس و ناظر، و وزر للملك سنجر

خاتون السفرية

حظية السلطان ملك شاه، و هي أم السلطانين محمد و سنجر، كانت كثيرة الصدقة و الإحسان إلى الناس، لها في كل سنة سبيل يخرج مع الحجاج. و فيها دين و خير، و لم تزل تبحث حتى عرفت مكان أمها و أهلها، فبعثت الأموال الجزيلة حتى استحضرتهم، و لما قدمت عليها أمها كان لها عنها أربعين سنة لم ترها، فأحبت أن تستعلم فهمها فجلست بين جواريها، فلما سمعت أمها كلامها عرفتها فقامت إليها فاعتنقا و بكيا، ثم أسلمت أمها على يديها جزاها اللَّه خيرا. و قد تفردت بولادة ملكين من ملوك المسلمين، في دولة الأتراك و العجم، و لا يعرف لها نظير في ذلك إلا اليسير من ذلك، و هي‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست