responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 187

مريضا مدنفا، فلما جاءه الخبر ازداد مرضا إلى مرضه، و ساءه قتل أبى عبد اللَّه التومرتي، و جعل الأمر من بعده لعبد المؤمن بن على، و لقبه أمير المؤمنين. و قد كان شابا حسنا حازما عاقلا، ثم مات ابن تومرت و قد أتت عليه إحدى و خمسون سنة، و مدة ملكه عشر سنين، و حين صار إلى عبد المؤمن ابن على الملك أحسن إلى الرعايا، و ظهرت له سيرة جيدة فأحبه الناس، و اتسعت ممالكه، و كثرت جيوشه و رعيته، و نصب العداوة إلى تاشفين صاحب مراكش، و لم يزل الحرب بينهما إلى سنة خمس و ثلاثين، فمات تاشفين فقام ولده من بعده، فمات في سنة تسع و ثلاثين ليلة سبع و عشرين من رمضان، فتولى أخوه إسحاق بن على بن يوسف بن تاشفين، فسار إليه عبد المؤمن فملك تلك النواحي، و فتح مدينة مراكش، و قتل هنالك أمما لا يعلم عددهم إلا اللَّه عز و جل، قتل ملكها إسحاق و كان صغير السن في سنة ثنتين و أربعين، و كان إسحاق هذا آخر ملوك المرابطين، و كان ملكهم سبعين سنة. و الذين ملكوا منهم أربعة: على و ولده يوسف، و ولداه أبو سفيان و إسحاق ابنا على المذكور، فاستوطن عبد المؤمن مدينة مراكش، و استقر ملكه بتلك الناحية، و ظفر في سنة ثلاث و أربعين بدكالة و هي قبيلة عظيمة نحو مائتي ألف راجل و عشرين ألف فارس مقاتل، و هم من الشجعان الأبطال، فقتل منهم خلقا كثيرا، و جما غفيرا، و سبى ذراريهم و غنم أموالهم حتى إنه بيعت الجارية الحسناء بدراهم معدودة، و قد رأيت لبعضهم في سيرة ابن تومرت هذا مجلدا في أحكامه و إمامته، و ما كان في أيامه، و كيف تملك بلاد المغرب، و ما كان يتعاطاه من الأشياء التي توهم أنها أحوال برة، و هي محالات لا تصدر إلا عن فجرة، و ما قتل من الناس و أزهق من الأنفس.

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

أحمد بن عبد الوهاب بن السنى‌

أبو البركات، أسند الحديث و كان يعلم أولاد الخليفة المستظهر، فلما صارت الخلافة إلى المسترشد ولاه المخزن، و كان كثير الأموال و الصدقات، يتعاهد أهل العلم، و خلف مالا كثيرا حزر بمائتي ألف دينار، أوصى منه بثلاثين ألف دينار لمكة و المدينة، توفى فيها عن ست و خمسين سنة و ثلاثة أشهر، و صلى عليه الوزير أبو على بن صدقة، و دفن بباب حرب.

عبد الرحيم بن عبد الكبير

ابن هوازن، أبو نصر القشيري، قرأ على أبيه و إمام الحرمين، و روى الحديث عن جماعة، و كان ذا ذكاء و فطنة، و له خاطر حاضر جري‌ء، و لسان ماهر فصيح، و قد دخل بغداد فوعظ بها فوقع بسببه فتنة بين الحنابلة و الشافعية، فحبس بسببها الشريف أبو جعفر بن أبى موسى، و أخرج ابن القشيري من بغداد لإطفاء الفتنة فعاد إلى بلده، توفى في هذه السنة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست