responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 186

جوسكين الفرنجى على خلق من العرب و التركمان فقتلهم و أخذ أموالهم، و هذا هو صاحب الرها.

و فيها تمردت العيارون ببغداد و أخذوا الدور جهارا ليلا و نهارا، فحسبنا اللَّه و نعم الوكيل.

و فيها كان ابتداء ملك محمد بن تومرت ببلاد المغرب، كان ابتداء أمر هذا الرجل أنه قدم في حداثة سنه من بلاد المغرب فسكن النظامية ببغداد، و اشتغل بالعلم فحصل منه جانبا جيدا من الفروع و الأصول، على الغزالي و غيره، و كان يظهر التعبد و الزهد و الورع، و ربما كان ينكر على الغزالي حسن ملابسه، و لا سيما لما لبس خلع التدريس بالنظاميّة، أظهر الإنكار عليه جدا، و كذلك على غيره، ثم إنه حج و عاد إلى بلاده، و كان يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يقرئ الناس القرآن و يشغلهم في الفقه، فطار ذكره في الناس، و اجتمع به يحيى بن تميم بن المعز بن باديس صاحب بلاد إفريقية، فعظمه و أكرمه، و سأله الدعاء، فاشتهر أيضا بذلك، و بعد صيته، و ليس معه إلا ركوة و عصا، و لا يسكن إلا المساجد، ثم جعل ينتقل من بلد إلى بلد حتى دخل مراكش و معه تلميذه عبد المؤمن بن على، و قد كان توسم النجابة و الشهامة فيه، فرأى في مراكش من المنكرات أضعاف ما رأى في غيرها، من ذلك أن الرجال يتلثمون و النساء يمشين حاسرات عن وجوههن، فأخذ في إنكار ذلك حتى أنه اجتازت به في بعض الأيام أخت أمير المسلمين يوسف ملك مراكش و ما حولها، و معها نساء مثلها راكبات حاسرات عن وجوههن، فشرع هو و أصحابه في الإنكار عليهنّ، و جعلوا يضربون وجوه الدواب فسقطت أخت الملك عن دابتها، فأحضره الملك و أحضر الفقهاء فظهر عليهم بالحجة، و أخذ يعظ الملك في خاصة نفسه، حتى أبكاه، و مع هذا نفاه الملك عن بلده فشرع يشنع عليه و يدعو الناس إلى قتاله، فاتبعه على ذلك خلق كثير، فجهز إليه الملك جيشا كثيفا فهزمهم ابن تومرت، فعظم شأنه و ارتفع أمره، و قويت شوكته، و تسمى بالمهديّ، و سمى جيشه جيش الموحدين و ألف كتابا في التوحيد و عقيدة تسمى المرشدة، ثم كانت له وقعات مع جيوش صاحب مراكش، فقتل منهم في بعض الأيام نحوا من سبعين ألفا، و ذلك بإشارة أبى عبد اللَّه التومرتي، و كان ذكر أنه نزل إليه ملك و علمه القرآن و الموطأ، و له بذلك ملائكة يشهدون به في بئر سماه، فلما اجتاز به و كان قد أرصد فيه رجالا، فلما سألهم عن ذلك و الناس حضور معه على ذلك البئر شهدوا له بذلك، فأمر حينئذ بطم البئر عليهم فماتوا عن آخرهم، و لهذا يقال من أعان ظالما سلط عليه. ثم جهز ابن تومرت الّذي لقب نفسه بالمهديّ جيشا عليهم أبو عبد اللَّه التومرتي، و عبد المؤمن، لمحاصرة مراكش، فخرج إليهم أهلها فاقتتلوا قتالا شديدا، و كان في جملة من قتل أبو عبد اللَّه التومرتي هذا الّذي زعم أن الملائكة تخاطبه، ثم افتقدوه في القتلى فلم يجدوه، فقالوا: إن الملائكة رفعته، و قد كان عبد المؤمن دفنه و الناس في المعركة، و قتل ممن معه من أصحاب المهدي خلق كثير، و قد كان حين جهز الجيش‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست