responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 184

ثم دخلت سنة ثلاث عشرة و خمسمائة

فيها كانت الحروب الشديدة بين السلطان محمود بن محمد و بين عمه السلطان سنجر بن ملك شاه و كان النصر فيها السنجر، فخطب له ببغداد في سادس عشر جمادى الأولى من هذه السنة، و قطعت خطبة ابن أخيه في سائر أعماله. و فيها سارت الفرنج إلى مدينة حلب ففتحوها عنوة و ملكوها، و قتلوا من أهلها خلقا، فسار إليهم صاحب ماردين إيلغازي بن أرتق في جيش كثيف، فهزمهم و لحقهم إلى جبل قد تحصنوا به، فقتل منهم هنالك مقتلة عظيمة، و للَّه الحمد. و لم يفلت منهم إلا اليسير، و أسر من مقدميهم نيفا و تسعين رجلا، و قتل فيمن قتل سير جال صاحب أنطاكية، و حمل رأسه إلى بغداد، فقال بعض الشعراء في ذلك و قد بالغ مبالغة فاحشة:

قل ما تشاء فقولك المقبول* * * و عليك بعد الخالق التعويل‌

و استبشر القرآن حين نصرته* * * و بكى لفقد رجاله الإنجيل‌

و فيها قتل الأمير منكوبرس الّذي كان شحنة بغداد، و كان ظالما غاشما سيئ السيرة، قتله السلطان محمود بن محمد صبرا بين يديه لأمور: منها أنه تزوج سرية أبيه قبل انقضاء عدتها، و نعم ما فعل و قد أراح اللَّه المسلمين منه ما كان أظلمه و أغشمه. و فيها تولى قضاء قضاة بغداد الأكمل أبو القاسم ابن على بن أبى طالب بن محمد الزينبي، و خلع عليه بعد موت أبى الحسن الدامغانيّ، و فيها ظهر قبر إبراهيم الخليل عليه السلام و قبر ولديه إسحاق و يعقوب، و شاهد ذلك الناس، و لم تبل أجسادهم، و عندهم قناديل من ذهب و فضة، ذكر ذلك ابن الخازن في تاريخه، و أطال نقله من المنتظم لابن الجوزي و اللَّه أعلم.

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

ابن عقيل‌

على بن عقيل بن محمد، أبو ألوفا شيخ الحنابلة ببغداد، و صاحب الفنون و غيرها من التصانيف المفيدة، ولد سنة إحدى و ثلاثين و أربعمائة، و قرأ القرآن على ابن سبطا، و سمع الحديث الكثير، و تفقه بالقاضي أبى يعلى بن الفراء، و قرأ الأدب على ابن برهان، و الفرائض على عبد الملك الهمدانيّ، و الوعظ على أبى طاهر بن العلاف، صاحب ابن سمعون، و الأصول على أبى الوليد المعتزلي، و كان يجتمع بجميع العلماء من كل مذهب، فربما لامه بعض أصحابه فلا يلوى عليهم، فلهذا برز على أقرانه و ساد أهل زمانه في فنون كثيرة، مع صيانة و ديانة و حسن صورة و كثرة اشتغال، و قد وعظ في بعض الأحيان فوقعت فتنة فترك ذلك، و قد متعه اللَّه بجميع حواسه إلى حين موته، توفى بكرة الجمعة ثانى جمادى الأولى من هذه السنة، و قد جاوز الثمانين، و كانت جنازته حافلة جدا، و دفن قريبا من قبر الامام أحمد، إلى جانب الخادم مخلص (رحمه اللَّه).

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست