responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 167

فهرب منه كلب فاتبعه إلى رأس الجبل فوجده، و كان معه رجل من رسل الروم، فقال الرومي: لو كان هذا الجبل ببلادنا لاتخذنا عليه قلعة، فحدا هذا الكلام السلطان إلى أن ابتنى في رأسه قلعة أنفق عليها ألف ألف دينار، و مائتي ألف دينار، ثم استحوذ عليها بعد ذلك رجل من الباطنية يقال له أحمد بن عبد اللَّه بن عطاء، فتعب المسلمون بسببها، فحاصرها ابنه السلطان محمد سنة حتى افتتحها، و سلخ هذا الرجل و حشى جلده تبنا و قطع رأسه، و طاف به في الأقاليم، ثم نقض هذه القلعة حجرا حجرا، و ألقت امرأته نفسها من أعلى القلعة فتلفت، و هلك ما كان معها من الجواهر النفيسة، و كان الناس يتشاءمون بهذه القلعة، يقولون: كان دليلها كلبا، و المشير بها كافرا، و المتحصن بها زنديقا.

و فيها وقعت حروب كثيرة بين بنى خفاجة و بين بنى عبادة، فقهرت عبادة خفاجة و أخذت بثأرها المتقدم منها. و فيها استحوذ سيف الدولة صدقة على مدينة تكريت بعد قتال كثير. و فيها أرسل السلطان محمد الأمير جاولى سقاوو إلى الموصل و أقطعه إياها، فذهب فانتزعها من الأمير جكرمش بعد ما قاتله و هزم أصحابه و أسره، ثم قتله بعد ذلك و قد كان جكرمش من خيار الأمراء سيرة و عدلا و إحسانا، ثم أقبل قلج أرسلان بن قتلمش فحاصر الموصل فانتزعها من جاولى، فصار جاولى إلى الرحبة، فأخذها ثم أقبل إلى قتال قلج فكسره و ألقى قلج نفسه في النهر الّذي للخابور فهلك. و فيها نشأت حروب بين الروم و الفرنج فاقتتلوا قتالا عظيما و للَّه الحمد، و قتل من الفريقين طائفة كبيرة، ثم كانت الهزيمة على الفرنج و للَّه الحمد رب العالمين.

قتل فخر الملك أبو المظفر

و في يوم عاشوراء منها قتل فخر الملك أبو المظفر بن نظام الملك، و كان أكبر أولاد أبيه، و هو وزير السلطان سنجر بنيسابور، و كان صائما، قتله باطني، و كان قد رأى في تلك الليلة الحسين بن على و هو يقول له: عجل إلينا و أفطر عندنا الليلة، فأصبح متعجبا، فنوى الصوم ذلك اليوم، و أشار إليه بعض أصحابه أن لا يخرج ذلك اليوم من المنزل، فما خرج إلا في آخر النهار فرأى شابا يتظلم و في يده رقعة فقال: ما شأنك؟ فناوله الرقعة فبينما هو يقرؤها إذ ضربه بخنجر بيده فقتله، فأخذ الباطني فرفع إلى السلطان فقرره فأقر على جماعة من أصحاب الوزير أنهم أمروه بذلك، و كان كاذبا، فقتل و قتلوا أيضا. و في رابع عشر صفر عزل الخليفة الوزير أبا القاسم على بن جهير و خرب داره التي كان قد بناها أبوه، من خراب بيوت الناس، فكان في ذلك عبرة و موعظة لذوي البصائر و النهى، و استنيب في الوزارة القاضي أبو الحسن الدامغانيّ، و معه آخر. و حج بالناس فيها الأمير تركمان و اسمه اليرن، من جهة الأمير محمد بن ملك شاه.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست