responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 162

ثم دخلت سنة خمس و تسعين و أربعمائة

في ثالث المحرم منها قبض على أبى الحسن على بن محمد المعروف بالكيا الهراسي، و عزل عن تدريس النظامية، و ذلك أنه رماه بعضهم عند السلطان بأنه باطني، فشهد له جماعة من العلماء- منهم ابن عقيل- ببراءته من ذلك، و جاءت الرسالة من دار الخلافة يوم الثلاثاء بخلاصه. و فيها في يوم الثلاثاء الحادي عشر من المحرم جلس الخليفة المستظهر بدار الخلافة و على كتفيه البردة و القضيب بيده، و جاء الملكان الأخوان محمد و سنجر أبناء ملك شاه، فقبلا الأرض و خلع عليهما الخلع السلطانية، على محمد سيفا و طوقا و سوار لؤلؤ و أفراسا من مراكبه، و على سنجر دون ذلك، و ولى السلطان محمد الملك، و استنابه في جميع ما يتعلق بأمر الخلافة، دون ما أغلق عليه الخليفة بابه، ثم خرج السلطان محمد في تاسع عشر الشهر فأرجف الناس، و خرج بركيارق فأقبل السلطان محمد فالتقوا و جرت حروب كثيرة و انهزم محمد و جرى عليه مكروه شديد، كما سيأتي بيانه. و في رجب منها قبل القاضي أبو الحسن ابن الدامغانيّ شهادة أبى الحسين و أبى حازم ابني القاضي أبى يعلى ابن الفراء. و فيها قدم عيسى بن عبد اللَّه القونوي فوعظ الناس و كان شافعيا أشعريا، فوقعت فتنة بين الحنابلة و الأشعرية ببغداد.

و فيها وقع حريق عظيم ببغداد، و حج بالناس حميد العمرى صاحب سيف الدولة صدقة بن منصور ابن دبيس، صاحب الحلة.

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

أبو القاسم صاحب مصر

الخليفة الملقب بالمستعلى، في ذي الحجة منها، و قام بالأمر بعده ابنه على و له تسع سنين، و لقب بالآمر بأحكام اللَّه.

محمد بن هبة اللَّه‌

أبو نصر القاضي البندنيجي الضرير الفقيه الشافعيّ، أخذ عن الشيخ أبى إسحاق ثم جاور بمكة أربعين سنة، يفتى و يدرس و يروى الحديث و يحج، و من شعره قوله:

عدمتك نفسي ما تملى بطالتى* * * و قد مر أصحابى و أهل مودتي‌

أعاهد ربى ثم أنقض عهده* * * و أترك عزمي حين تعرض شهوتي‌

و زادي قليل ما أراه مبلغي* * * أ للزاد أبكى أم لبعد مسافتي؟

ثم دخلت سنة ست و تسعين و أربعمائة

فيها حاصر السلطان بركيارق أخاه محمدا بأصبهان، فضاقت على أهلها الأرزاق، و اشتد الغلاء عندهم جدا، و أخذ السلطان محمد أهلها بالمصادرة و الحصار حولهم من خارج البلد، فاجتمع عليهم الخوف و الجوع، و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات، ثم خرج السلطان محمد من أصبهان هاربا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست