responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 159

شتاء و صيفا، و يظهر الزهد، و حين توفى وجد له أربعة آلاف دينار مدفونة، فتعجب الناس من حاليهما فرحم اللَّه الأول و سامح الثاني.

الوزير عميد الدولة بن جهير

محمد بن أبى نصر بن محمد بن جهير الوزير، أبو منصور، كان أحد رؤساء الوزراء، خدم ثلاثة من الخلفاء، وزر لاثنين منهم، و كان حليما قليل العجلة، غير أنه كان يتكلم فيه بسبب الكبر، و قد ولى الوزارة مرات، يعزل ثم يعاد، ثم كان آخرها هذه المرة حبس بدار الخلافة فلم يخرج من السجن إلا ميتا، في شوال منها.

ابن جزلة الطبيب‌

يحيى بن عيسى بن جزلة صاحب المنهاج في الطب، كان نصرانيا ثم كان يتردد إلى الشيخ أبى على بن الوليد المغربي يشتغل عليه في المنطق، و كان أبو على يدعوه إلى الإسلام و يوضح له الدلالات حتى أسلم و حسن إسلامه، و استخلفه الدامغانيّ في كتب السجلات، ثم كان يطبب الناس بعد ذلك بلا أجر، و ربما ركب لهم الأدوية من ماله تبرعا، و قد أوصى بكتبه أن تكون وقفا بمشهد أبى حنيفة (رحمه اللَّه) و إيانا آمين،

ثم دخلت سنة أربع و تسعين و أربعمائة

فيها عظم الخطب بأصبهان و نواحيها بالباطنية فقتل السلطان منهم خلقا كثيرا، و أبيحت ديارهم و أموالهم للعامة، و نودي فيهم إن كل من قدرتم عليه منهم فاقتلوه و خذوا ماله، و كانوا قد استحوذوا على قلاع كثيرة، و أول قلعة ملكوها في سنة ثلاث و ثمانين، و كان الّذي ملكها الحسن بن صباح، أحد دعاتهم، و كان قد دخل مصر و تعلم من الزنادقة الذين بها، ثم صار إلى تلك النواحي ببلاد أصبهان، و كان لا يدعو إليه من الناس إلا غبيا جاهلا، لا يعرف يمينه من شماله، ثم يطعمه العسل بالجوز و الشونيز، حتى يحرق مزاجه و يفسد دماغه، ثم يذكر له أشياء من أخبار أهل البيت، و يكذب له من أقاويل الرافضة الضلال، أنهم ظلموا و منعوا حقهم الّذي أوجبه اللَّه لهم و رسوله، ثم يقول له فإذا كانت الخوارج تقاتل بنى أمية لعلى، فأنت أحق أن تقاتل في نصرة إمامك على بن أبى طالب، و لا يزال يسقيه العسل و أمثاله و يرقيه حتى يستجيب له و يصير أطوع له من أمه و أبيه، و يظهر له أشياء من المخرقة و النيرنجيات و الحيل التي لا تروج إلا على الجهال، حتى التف عليه بشر كثير، و جم غفير، و قد بعث إليه السلطان ملك شاه يتهدده و ينهاه عن ذلك، و بعث إليه بفتاوى العلماء، فلما قرأ الكتاب بحضرة الرسول قال لمن حوله من الشباب: إني أريد أن أرسل منكم رسولا إلى مولاه، فاشرأبت وجوه الحاضرين، ثم قال لشاب منهم: اقتل نفسك، فأخرج سكينا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست