responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 158

ثم دخلت سنة ثلاث و تسعين و أربعمائة

في صفر منها دخل السلطان بركيارق إلى بغداد، و نزل بدار الملك، و أعيدت له الخطبة، و قطعت خطبة أخيه محمد، و بعث إليه الخليفة هدية هائلة، و فرح به العوام و النساء، و لكنه في ضيق من أمر أخيه محمد، لاقبال الدولة عليه، و اجتماعهم إليه، و قلة ما معه من الأموال، و مطالبة الجند له بأرزاقهم، فعزم على مصادرة الوزير ابن جهير، فالتجأ إلى الخليفة فمنعه من ذلك، ثم اتفق الحال على المصالحة عنه بمائة ألف و ستين ألف دينار، ثم سار فالتقى هو و أخوه محمد بمكان قريب من همدان فهزمه أخوه محمد و نجا هو بنفسه في خمسين فارسا، و قتل في هذه الوقعة سعد الدولة جوهر آيين الخادم، و كان قديم الهجرة في الدولة، و قد ولى شحنة بغداد، و كان حليما حسن السيرة، لم يتعمد ظلم أحد و لم ير خادم ما رأى، من الحشمة و الحرمة و كثرة الخدم، و قد كان يكثر الصلاة بالليل، و لا يجلس إلا على وضوء، و لم يمرض مدة حياته و لم يصدع قط، و لما جرى ما جرى في هذه الوقعة ضعف أمر السلطان بركيارق، ثم تراجع إليه جيشه و انضاف إليه الأمير داود في عشرين ألفا، فالتقى هو و أخوه مع أخيه سنجر فهزمهم سنجر أيضا و هرب في شرذمة قليلة، و أسر الأمير داود فقتله الأمير برغش أحد أمراء سنجر، فضعف بركيارق و تفرقت عنه رجاله، و قطعت خطبته من بغداد في رابع عشر رجب و أعيدت خطبة السلطان محمد. و في رمضان منها قبض على الوزير عميد الدولة بن جهير، و على أخويه زعيم الرؤساء أبى القاسم، و أبى البركات الملقب بالكافي، و أخذت منهم أموال كثيرة، و حبس بدار الخلافة حتى مات في شوال منها. و في ليلة السابع و العشرين منه قتل الأمير بلكابك سرمز رئيس شحنة أصبهان، ضربه باطني بسكين في خاصرته و قد كان يتحرز منهم كثيرا، و كان يدرع تحت ثيابه سوى هذه الليلة، و مات من أولاده في هذه الليلة جماعة، خرج من داره خمس جنائز من صبيحتها. و فيها أقبل ملك الفرنج في ثلاثمائة ألف مقاتل فالتقى معه ستكين ابن انشمند طايلو، إنابك دمشق الّذي يقال له أمين الدولة، واقف الأمينية بدمشق و ببصرى، لا التي ببعلبكّ، فهزم الأفرنج و قتل منهم خلقا كثيرا، بحيث لم ينج منهم سوى ثلاثة آلاف، و أكثرهم جرحى- يعنى الثلاثة آلاف- و ذلك في ذلك القعدة منها، و لحقهم إلى ملطية فملكها و أسر ملكها و للَّه الحمد. و حج بالناس الأمير التونتاش التركي و كان شافعيّ المذهب.

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

عبد الرزاق الغزنوي الصوفي‌

شيخ رباط عتاب، حج مرات على التجريد، مات و له نحو مائة سنة، و لم يترك كفنا، و قد قالت له امرأته لما احتضر: سنفتضح اليوم. قال: لم؟ قالت له: لأنه لا يوجد لك كفن، فقال لها: لو تركت كفنا لافتضحت، و عكسه أبو الحسن البسطامي شيخ رباط ابن المحلبان، كان لا يلبس إلا الصوف‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست