responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 154

الصباغ، و كانت له يد طولى في فنون كثيرة، و صنف التفسير و كتاب الانتصار في الحديث، و البرهان و القواطع في أصول الفقه، و الاصطلام و غير ذلك، و وعظ في مدينة نيسابور، و كان يقول:

ما حفظت شيئا فنسيته، و سئل عن أخبار الصفات فقال: عليكم بدين العجائز و صبيان الكتاتيب، و سئل عن الاستواء فقال:

جئتمانى لتعلما سر سعدى* * * تجداني بسر سعدى شحيحا

إن سعدى لمنية المتمنى* * * جمعت عفة و وجها صبيحا

توفى في ربيع الأول من هذه السنة، و دفن في مقبرة مرو (رحمه اللَّه تعالى) و إيانا آمين.

ثم دخلت سنة تسعين و أربعمائة من الهجرة

فيها كان ابتداء ملك الخوارزمية، و ذلك أن السلطان بركيارق ملك فيها بلاد خراسان بعد مقتل عمه أرسلان أرغون بن ألب أرسلان و سلمها إلى أخيه المعروف بالملك سنجر، و جعل أتابكه الأمير قماج، و وزيره أبو الفتح على بن الحسين الطغرانى، و استعمل على خراسان الأمير حبشي بن البرشاق، فولى مدينة خوارزم شابا يقال له محمد بن أنوشتكين، و كان أبوه من أمراء السلاجقة، و نشأ هو في أدب و فضيلة و حسن سيرة، و لما ولى مدينة خوارزم لقب خوارزم شاه، و كان أول ملوكهم، فأحسن السيرة و عامل الناس بالجميل، و كذلك ولده من بعده اتشنر جرى على سيرة أبيه، و أظهر العدل، فحظي عند السلطان سنجر و أحبه الناس، و ارتفعت منزلته. و فيها خطب الملك رضوان ابن تاج الملك تتش للخليفة الفاطمي المستعلى، و في شوال قتل رجل باطني عند باب النوبي كان قد شهد عليه عدلان أحدهما ابن عقيل أنه دعاهما إلى مذهبه فجعل يقول أ تقتلونني و أنا أقول لا إله إلا اللَّه؟ فقال ابن عقيل قال اللَّه تعالى‌ (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) الآية و ما بعدها، و في رمضان منها قتل برشو أحد أكابر الأمراء و كان أول من تولى شحنة بغداد. و حج بالناس فيها خمارتكين الحسنانى، و في يوم عاشوراء كبست دار بهاء الدولة أبو نصر بن جلال الدولة أبى طاهر ابن بويه لأمور ثبتت عليه عند القاضي فأريق دمه و نقضت داره و عمل مكانها مسجدان للحنفية و الشافعية، و قد كان السلطان ملك شاه قد أقطعه المدائن و دير عاقول و غيرهما.

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

أحمد بن محمد بن الحسن‌

ابن على بن زكريا بن دينار، أبو يعلى العبديّ البصري، و يعرف بابن الصواف، ولد سنة أربعمائة، و سمع الحديث، و كان زاهدا متصوفا، و فقيها مدرسا، ذا سمت و وقار، و سكينة و دين، و كان علامة في عشرة علوم، توفى في رمضان منها عن تسعين سنة (رحمه اللَّه).

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست