responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 152

أبو عبد اللَّه الحميدي‌

محمد بن أبى نصر فتوح بن عبد اللَّه بن حميد، الأندلسى، من جزيرة يقال لها برقة قريبة من الأندلس، قدم بغداد فسمع بها الحديث، و كان حافظا مكثرا أديبا ماهرا، عفيفا نزها، و هو صاحب الجمع بين الصحيحين، و له غير ذلك من المصنفات، و قد كتب مصنفات ابن حزم و الخطيب، و كانت وفاته ليلة الثلاثاء السابع عشر من ذي الحجة، و قد جاوز التسعين، و قبره قريب من قبر بشر الحافى ببغداد.

هبة اللَّه ابن الشيخ أبى ألوفا بن عقيل‌

كان قد حفظ القرآن و تفقه و ظهر منه نجابة، ثم مرض فأنفق عليه أبوه أموالا جزيلة فلم يفد شيئا فقال له ابنه ذات يوم: يا أبت إنك قد أكثرت الأدوية و الأدعية، و للَّه فىّ اختيار فدعني و اختيار اللَّه في، قال أبوه: فعلمت أنه لم يوفق لهذا الكلام إلا و قد اختير للحظوة و اللَّه سبحانه أعلم.

ثم دخلت سنة تسع و ثمانين و أربعمائة

قال ابن الجوزي في المنتظم: في هذه السنة حكم جهلة المنجمين أنه سيكون في هذه السنة طوفان قريب من طوفان نوح، و شاع الكلام بذلك بين العوام و خافوا، فاستدعى الخليفة المستظهر ابن عشبون المنجم فسأله عن هذا الكلام فقال: إن طوفان نوح كان في زمن اجتمع في بحر الحوت الطوالع السبعة، و الآن فقد اجتمع فيه ستة و لم يجتمع معها زحل، فلا بد من وقوع طوفان في بعض البلاد، و الأقرب أنها بغداد. فتقدم الخليفة إلى وزيره بإصلاح المسيلات و المواضع التي يخشى انفجار الماء منها، و جعل الناس ينتظرون، فجاء الخبر بأن الحجاج حصلوا بوادي المناقب بعد نخلة فأتاهم سيل عظيم، فما نجا منهم إلا من تعلق برءوس الجبال، و أخذ الماء الجمال و الرجال و الرحال، فخلع الخليفة على ذلك المنجم و أجرى له جارية. و فيها ملك الأمير قوام الدولة أبو سعيد كرتوقا مدينة الموصل، و قتل شرف الدولة محمد بن مسلم بن قريش، و غرقه بعد حصار تسعة أشهر. و فيها ملك تميم بن المعز المغربي مدينة قابس و أخرج منها أخاه عمر، فقال خطيب سوسة في ذلك أبياتا.

ضحك الزمان و كان يلفى عابسا* * * لما فتحت بحد سيفك قابسا

و أتيتها بكرا و ما أمهرتها* * * إلا قنا و صوارما و فوارسا

اللَّه يعلم ما جنيت ثمارها* * * إلا و كان أبوك قبلا غارسا

من كان في زرق الأسنة خاطبا* * * كانت له قلل البلاد عرائسا

و في صفر منها درس الشيخ أبو عبد اللَّه الطبري بالنظاميّة، ولاه إياها فخر الملك بن نظام الملك وزير بركيارق. و فيها أغارت خفاجة على بلاد سيف الدولة صدقة بن مزيد بن منصور بن دبيس و قصدوا مشهد الحسين بالحائر، و تظاهروا فيه بالمنكرات و الفساد، فكبسهم فيه الأمير صدقة المذكور،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست