نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 148
تمكن في أيام المستنصر تمكنا عظيما، و دارت أزمة الأمور على آرائه، و فتح بلادا كثيرة، و امتدت أيامه و بعد صيته و امتدحته الشعراء. ثم كانت وفاته في ذي القعدة منها، و قام بالأمر من بعده ولده الأفضل
الخليفة المقتدى
و قد تقدم شيء من ترجمته.
الخليفة المستنصر الفاطمي
سعد أبو تميم معد بن أبى الحسن على بن الحاكم، استمرت أيامه ستين سنة، و لم يتفق هذا لخليفة قبله و لا بعده، و كان قد عهد بالأمر إلى ولده نزار، فخلعه الأفضل بن بدر الجمالي بعد موت أبيه. و أمر الناس فبايعوا أحمد بن المستنصر أخاه، و لقبه بالمستعلى، فهرب نزار إلى الاسكندرية فجمع الناس عليه فبايعوه، و تولى أمره قاضى الاسكندرية: جلال الدولة بن عمار، فقصده الأفضل فحاصره و قاتلهم نزار و هزمهم الأفضل و أسر القاضي و نزار، فقتل القاضي و حبس نزار بين حيطين حتى مات، و استقرّ المستعلى في الخلافة، و عمره إحدى و عشرون سنة.
محمد بن أبى هاشم
أمير مكة، كانت وفاته فيها عن نيف و تسعين سنة.
محمود بن السلطان ملك شاه
كانت أمه قد عقدت له الملك، و أنفقت بسببه الأموال، فقاتله بركيارق فكسره، و لزم بلده أصبهان، فمات بها في هذه السنة، و حمل إلى بغداد فدفن بها بالتربة النظامية، كان من أحسن الناس وجها، و أظرفهم شكلا، توفى في شوال منها، و ماتت أمه الخاتون تركيان شاه في رمضان، فانحل نظامه، و كانت قد جمعت عليه العساكر، و أسندت أزمة أمور المملكة إليه، و ملكت عشرة آلاف مملوك تركي، و أنفقت في ذلك قريبا من ثلاثة آلاف ألف دينار، فانحل النظام و لم تحصل على طائل، و اللَّه سبحانه أعلم.
ثم دخلت سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة
فيها قدم يوسف بن أبق التركماني من جهة تتش صاحب دمشق إلى بغداد لأجل إقامة الدعوى له ببغداد، و كان تتش قد توجه لقتال أخيه بناحية الري، فلما دخل رسوله بغداد هابوه و خافوه و استدعاه الخليفة فقربه و قبل الأرض بين يدي الخليفة، و تأهب أهل بغداد له، و خافوا أن ينهبهم، فبينما هو كذلك إذ قدم عليه رسول أخيه فأخبره أن تتش قتل في أول من قتل في الوقعة، و كانت وفاته في سابع عشر صفر من هذه السنة، فاستفحل أمر بركيارق، و استقل بالأمور. و كان دقاق بن تتش مع أبيه حين قتل، فسار إلى دمشق فملكها، و كان نائب أبيه عليها الأمير ساوتكين،
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 148