نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 147
الثلاثاء الثامن عشر من المحرم، و صلى عليه ولده الخليفة، و حضر الناس، و لم يحضر السلطان، و حضر أكثر أمرائه، و حضر الغزالي و الشاشي و ابن عقيل، و بايعوه يوم ذلك، و قد كان المستظهر كريم الأخلاق حافظا للقرآن فصيحا بليغا شاعرا مطيقا، و من لطيف شعره قوله:
أذاب حر الجوى في القلب ما جمدا* * * يوما مددت على رسم الوداع يدا
فكيف أسلك نهج الاصطبار و قد* * * أرى طرائق من يهوى الهوى قددا
قد أخلف الوعد بدر قد شغفت به* * * من بعد ما قد وفى دهرا بما وعدا
إن كنت أنقض عهد الحب في خلدي* * * من بعد هذا فلا عاينته أبدا
و فوض المستظهر أمور الخلافة إلى وزيره أبى منصور عميد الدولة بن جهير، فدبرها أحسن تدبير، و مهد الأمور أتم تمهيد، و ساس الرعايا، و كان من خيار الوزراء. و في ثالث عشر شعبان عزل الخليفة أبا بكر الشاشي عن القضاء، و فوضه إلى أبى الحسن ابن الدامغانيّ. و فيها وقعت فتنة بين السنة و الروافض فأحرقت محال كثيرة، و قتل ناس كثير، ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. و لم يحج أحد لاختلاف السلاطين. و كانت الخطبة للسلطان بركيارق ركن الدولة يوم الجمعة الرابع عشر من المحرم و هو اليوم الّذي توفى فيه الخليفة المقتدى بعد ما علّم على توقيعه.
و ممن توفى فيها من الأعيان.
آقسنقر الأتابك
الملقب قسيم الدولة السلجوقي، و يعرف بالحاجب، صاحب حلب و ديار بكر و الجزيرة. و هو جد الملك نور الدين الشهيد بن زنكي بن آقسنقر، كان أولا من أخص أصحاب السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان السلجوقي، ثم ترقت منزلته عنده حتى أعطاه حلب و أعمالها بإشارة الوزير نظام الملك و كان من أحسن الملوك سيرة و أجودهم سريرة، و كانت الرعية معه في أمن و رخص و عدل، ثم كان موته على يد السلطان تاج الدولة تتش صاحب دمشق، و ذلك أنه استعان به و بصاحب حران و الرها على قتال ابن أخيه بركيارق بن ملك شاه، ففرا عنه و تركاه، فهرب إلى دمشق، فلما تمكن و رجعا قاتلهما بباب حلب فقتلهما و أخذ بلادهما إلا حلب فإنها استقرت لولد آقسنقر زنكي فيما بعد، و ذلك في سنة ثلاث و عشرين و خمسمائة كما سيأتي بيانه. و ذكر ابن خلكان أنه كان مملوكا للسلطان ملك شاه، هو و بوزان صاحب الرها، فلما ملك تتش حلب استنابه بها فعصى عليه فقصده و كان قد ملك دمشق أيضا فقاتله فقتله في هذه السنة في جمادى الأولى منها، فلما قتل دفنه ولده عماد الدين زنكي، و هو أبو نور الدين، فقبره بحلب أدخله ولده إليها من فوق الصور، فدفنه بها.
أمير الجيوش بدر الجمالي
صاحب جيوش مصر و مدبر الممالك الفاطمية، كان عاقلا كريما محبا للعلماء، و لهم عليه رسوم دارة
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 147