responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 142

مالك بن أحمد بن على‌

ابن إبراهيم، أبو عبد اللَّه البانياسي الشامي، و قد كان له اسم آخر سمته به أمه «على أبو الحسن» فغلب عليه ما سماه به أبوه، و ما كناه به، سمع الحديث على مشايخ كثيرة، و هو آخر من حدث عن أبى الحسن بن الصلت، هلك في حريق سوق الريحانيين، و له ثمانون سنة، كان ثقة عند المحدثين.

السلطان ملك شاه‌

جلال الدين و الدولة، أبو الفتح ملك شاه، ابن أبى شجاع ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل ابن سلجوق نفاق التركي، ملك بعد أبيه و امتدت مملكته من أقصى بلاد الترك إلى أقصى بلاد اليمن، و راسله الملوك من سائر الأقاليم، حتى ملك الروم و الخزر و اللان، و كانت دولته صارمة، و الطرقات في أيامه آمنة، و كان مع عظمته يقف للمسكين و الضعيف، و المرأة، فيقضى حوائجهم، و قد عمر العمارات الهائلة، و بنى القناطر، و أسقط المكوس و الضرائب، و حفر الأنهار الكبار، و بنى مدرسة أبى حنيفة و السوق، و بنى الجامع الّذي يقال له جامع السلطان ببغداد، و بنى منارة القرون من صيوده بالكوفة، و مثلها فيما وراء النهر، و ضبط ما صاده بنفسه في صيوده فكان ذلك نحوا من عشرة آلاف صيد، فتصدق بعشرة آلاف درهم، و قال: إني خائف من اللَّه تعالى أن أكون أزهقت نفس حيوان لغير مأكله، و قد كانت له أفعال حسنة، و سيرة صالحة، من ذلك أن فلاحا أنهى إليه أن غلمانا له أخذوا له حمل بطيخ، ففتشوا فإذا في خيمة الحاجب بطيخ فحملوه إليه، ثم استدعى بالحاجب فقال: من أين لك هذا البطيخ؟ قال: جاء به الغلمان، فقال: أحضرهم، فذهب و أمرهم بالهرب فأحضره و سلمه للفلاح، و قال: خذ بيده فإنه مملوكي و مملوك أبى، و إياك أن تفارقه، ثم رد على الفلاح الحمل البطيخ، فخرج الفلاح يحمله و بيده الحاجب، فاستنقذ الحاجب نفسه من الفلاح بثلاثمائة دينار.

و لما توجه لقتال أخيه تتش اجتاز بطوس فدخلها لزيارة قبر على بن موسى الرضى، و معه نظام الملك، فلما خرجا قال للنظام: بم دعوت اللَّه؟ قال: دعوت اللَّه أن يظفرك على أخيك. قال: لكنى قلت اللَّهمّ إن كان أخى أصلح للمسلمين فظفره بى، و إن كنت أنا أصلح لهم فظفرني به، و قد سار بعسكره من أصبهان إلى أنطاكية فما عرف أن أحدا من جيشه ظلم أحدا من الرعية، و كانوا مئين ألوف، و استعدى إليه مرة تركمانيّ أن رجلا افتض بكارة ابنته و هو يريد أن يمكنه من قتله، فقال له: يا هذا إن ابنتك لو شاءت ما مكنته من نفسها، فان كنت لا بدّ فاعلا فاقتلها معه، فسكت الرجل، فقال له الملك: أو تفعل خيرا من ذلك؟ قال: و ما هو؟ قال: فان بكارتها قد ذهبت، فزوجها من ذلك الرجل و أنا أمهرها من بيت المال كفايتهما، ففعل. و حكى له بعض الوعاظ أن كسرى اجتاز يوما في بعض أسفاره بقرية و كان منفردا من جيشه، فوقف على باب دار فاستسقى فأخرجت إليه جارية إناء

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست