responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 141

و كان يقول: إني لأعلم بأنى لست أهلا للرواية و لكنى أحب أن أربط في قطار نقلة حديث رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، و قال أيضا: رأيت ليلة في المنام إبليس فقلت له: ويحك خلقك اللَّه و أمرك بالسجود له مشافهة فأبيت، و أنا لم يأمرني بالسجود له مشافهة و أنا أسجد له في كل يوم مرات، و أنشأ يقول:

من لم يكن للوصال أهلا* * * فكل إحسانه ذنوب‌

و قد أجلسه المقتدى مرة بين يديه و قال له: يا حسن، رضى اللَّه عنك برضا أمير المؤمنين عنك، و قد ملك ألوفا من الترك، و كان له بنون كثيرة، وزر منهم خمسة، و زر ابنه أحمد للسلطان محمد بن ملك شاه، و لأمير المؤمنين المسترشد باللَّه، و خرج نظام الملك مع السلطان من أصبهان قاصدا بغداد في مستهل رمضان من هذه السنة، فلما كان اليوم العاشر اجتاز في بعض طريقه بقرية بالقرب من نهاوند، و هو يسايره في محفة، فقال:

قد قتل هاهنا خلق من الصحابة زمن عمر، فطوبى لمن يكون عندهم، فاتفق أنه لما أفطر جاءه صبي في هيئة مستغيث به و معه قصة، فلما انتهى إليه ضربه بسكين في فؤاده و هرب، و عثر بطنب الخيمة فأخذ فقتل، و مكث الوزير ساعة، و جاءه السلطان يعوده فمات و هو عنده، و قد اتهم السلطان في أمره أنه هو الّذي مالأ عليه، فلم تطل مدته بعده سوى خمسة و ثلاثين يوما، و كان في ذلك عبرة لأولى الألباب. و كان قد عزم على إخراج الخليفة أيضا من بغداد، فما تم له ما عزم عليه، و لما بلغ أهل بغداد موت النظام حزنوا عليه، و جلس الوزير و الرؤساء للعزاء ثلاثة أيام، و رثاه الشعراء بقصائد، منهم مقاتل بن عطية فقال:

كان الوزير نظام الملك لؤلؤة* * * يتيمة صاغها الرحمن من شرف‌

عزت فلم تعرف الأيام قيمتها* * * فردها غيرة منه إلى الصدف‌

و أثنى عليه غير واحد حتى ابن عقيل و ابن الجوزي و غيرهما (رحمه اللَّه).

عبد الباقي بن محمد بن الحسين‌

ابن داود بن ياقيا، أبو القاسم الشاعر، من أهل الحريم الظاهري، ولد سنة عشر و أربعمائة، و كان ماهرا، و قد رماه بعضهم باعتقاد الأوائل، و أنكر أن يكون في السماء نهر من ماء أو نهر من لبن، أو نهر من خمر، أو نهر من عسل، يعنى في الجنة، و ما سقط من ذلك قطرة إلى الأرض إلا هذا الّذي هو يخرب البيوت و يهدم الحيطان و السقوف، و هذا الكلام كفر من قائله، نقله عنه ابن الجوزي في المنتظم، و حكى بعضهم أنه وجد في كفنه مكتوبا حين مات هذين البيتين.

نزلت بجار لا يخيب ضيفه* * * أرجّى نجاتي من عذاب جهنم‌

و إني على خوفي من اللَّه واثق* * * بانعامه و اللَّه أكرم منعم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست