responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 140

و قلعة غزنة، و قلعة فاميه، و معه قسيم الدولة آق‌سنقر، و كان السلطان قد جهز سرية إلى اليمن صحبة سعد كوهرائين الدولة و أمير آخر من التركمان، فدخلاها و أساءا فيها السيرة فتوفى سعد كوهرائين يوم دخوله إليها في مدينة عدن و للَّه الحمد و المنة.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

جعفر بن يحيى بن عبد اللَّه‌

أبو الفضل المتممى، المعروف بالحكاك المكيّ، رحل في طلب الحديث إلى الشام و العراق و أصبهان و غير ذلك من البلاد، و سمع الكثير و خرّج الأجزاء، و كان حافظا متقنا، ضابطا أديبا، ثقة صدوقا، و كان يراسل صاحب مكة، و كان من ذوى الهيئات و المروءات، قارب الثمانين، (رحمه اللَّه)!

نظام الملك الوزير

الحسن بن على بن إسحاق، أبو على، وزر للملك ألب أرسلان و ولده ملك شاه تسعا و عشرين سنة، كان من خيار الوزراء، ولد بطوس سنة ثمان و أربعمائة، و كان أبوه من أصحاب محمود بن سبكتكين، و كان من الدهاقين، فأشغل ولده هذا، فقرأ القرآن و له إحدى عشرة سنة، و أشغله بالعلم و القراءات و التفقه على مذهب الشافعيّ، و سماع الحديث و اللغة و النحو، و كان عالى الهمة، فحصل من ذلك طرفا صالحا، ثم ترقى في المراتب حتى وزر للسلطان ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ثم من بعده لملكشاه تسعا و عشرين سنة، لم ينكب في شي‌ء منها، و بنى المدارس النظامية ببغداد و نيسابور و غيرهما، و كان مجلسه عامرا بالفقهاء و العلماء، بحيث يقضى معهم غالب نهاره، فقيل له: إن هؤلاء شغلوك عن كثير من المصالح، فقال: هؤلاء جمال الدنيا و الآخرة، و لو أجلستهم على رأسي لما استكثرت ذلك، و كان إذا دخل عليه أبو القاسم القشيري و أبو المعالي الجويني قام لهما و أجلسهما معه في المقعد، فإذا دخل أبو على الفارندى قام و أجلسه مكانه، و جلس بين يديه، فعوتب في ذلك فقال: إنهما إذا دخلا على قال: أنت و أنت، يطرونى و يعظموني، و يقولوا فىّ ما ليس فىّ، فأزداد بهما ما هو مركوز في نفس البشر، و إذا دخل على أبو على الفارندى ذكرني عيوبي و ظلمي، فأنكسر فأرجع عن كثير من الّذي أنا فيه. و كان محافظا على الصلوات في أوقاتها، لا يشغله بعد الأذان شغل عنها و كان يواظب على صيام الاثنين و الخميس، و له الأوقاف الدارّة، و الصدقات البارة و كان يعظم الصوفية تعظيما زائدا، فعوتب في ذلك، فقال: بينما أنا أخدم بعض الملوك جاءني يوما إنسان فقال لي: إلى متى أنت تخدم من تأكله الكلاب غدا؟ اخدم من تنفعك خدمته، و لا تخدم من تأكله الكلاب غدا. فلم أفهم ما يقول، فاتفق أن ذلك الأمير سكر تلك الليلة فخرج في أثناء الليل و هو ثمل، و كانت له كلاب تفترس الغرباء بالليل، فلم تعرفه فمزقته، فأصبح و قد أكلته الكلاب، قال: فأنا أطلب مثل ذلك الشيخ. و قد سمع الحديث في أماكن شتى ببغداد و غيرها،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست