responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 139

هائلة أيضا، و استوطنوا بغداد. و في جمادى الأولى وقع حريق عظيم ببغداد في أماكن شتى، فما طفئ حتى هلك للناس شي‌ء كثير، فما عمروا بقدر ما حرق و ما غرموا. و في ربيع الأول خرج السلطان إلى أصبهان، و في صحبته ولد الخليفة أبو الفضل جعفر، ثم عاد إلى بغداد في رمضان، فبينما هو في الطريق يوم عاشوراء عدا صبي من الديلم على الوزير نظام الملك، بعد أن أفطر، فضربه بسكين فقضى عليه بعد ساعة، و أخذ الصبى الديلميّ فقتل، و قد كان من كبار الوزراء و خيار الأمراء و سنذكر شيئا من سيرته عند ذكر ترجمته، و قدم السلطان بغداد في رمضان بنية غير صالحة، فلقاه اللَّه في نفسه ما تمناه لأعدائه، و ذلك أنه لما استقر ركابه ببغداد، و جاء الناس للسلام عليه، و التهنئة بقدومه، و أرسل إليه الخليفة يهنئه، فأرسل إلى الخليفة يقول له: لا بد أن تنزل لي عن بغداد، و تتحول إلى أي البلاد شئت. فأرسل إليه الخليفة يستنظره شهرا، فرد عليه: و لا ساعة واحدة، فأرسل إليه يتوسل في إنظاره عشرة أيام، فأجاب إلى ذلك بعد تمنع شديد، فما استتم الأجل حتى خرج السلطان يوم عيد الفطر إلى الصيد فأصابته حمى شديدة، فافتصد فما قام منها حتى مات قبل العشرة أيام و للَّه الحمد و المنة. فاستحوذت زوجته زبيدة خاتون على الجيش، و ضبطت الأموال و الأحوال جيدا، و أرسلت إلى الخليفة تسأل منه أن يكون ولدها محمود ملكا بعد أبيه، و أن يخطب له على المنابر، فأجابها إلى ذلك، و أرسل إليه بالخلع، و بعث يعزيها و يهنئها مع وزيره عميد الدولة ابن جهير، و كان عمر الملك محمود هذا يومئذ خمس سنين، ثم أخذته والدته في الجيوش و سارت به نحو أصبهان ليتوط له الملك، فدخلوها و تم لهم مرادهم، و خطب لهذا الغلام في البلدان حتى في الحرمين، و استوزر له تاج الملك أبا الغنائم المرزبان بن خسرو، و أرسلت أمه إلى الخليفة تسأله أن تكون ولايات العمال إليه، فامتنع بالخليفة و وافقه الغزالي على ذلك، و أفتى العلماء بجواز ذلك، منهم المتطبب ابن محمد الحنفي، فلم يعمل إلا بقول الغزالي، و انحاز أكثر جيش السلطان إلى ابنه الآخر بركيارق فبايعوه و خطبوا له بالري، و انفردت الخاتون و ولدها و معهم شرذمة قليلة من الجيش و الخاصكية، فأنفقت فيهم ثلاثين ألف ألف دينار لقتال بركيارق بن ملك شاه، فالتقوا في ذي الحجة فكانت الخاتون هي المنهزمة و معها ولدها. و في صحيح البخاري «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة». و في ذي القعدة اعترضت بنو خفاجة للحجيج فقاتلهم من في الحجيج من الجند مع الأمير خمارتكين، فهزموهم، و نهبت أموال الأعراب و للَّه الحمد و المنة. و فيها جاء برد شديد عظيم بالبصرة، وزن الواحدة منها خمسة أرطال، إلى ثلاثة عشر رطلا، فأتلفت شيئا كثيرا من النخيل و الأشجار، و جاء ريح عاصف قاصف فألقى عشرات الألوف من النخيل، ف إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌ (وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) و فيها ملك تاج الدولة تتش صاحب دمشق مدينة حمص،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست