responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 14

متواليات، و قال: إلى متى نعبد هذا الحجر؟ و لا محمد و لا على يمنعني مما أفعله، فانى أهدم اليوم هذا البيت، و جعل يرتعد، فاتقاه أكثر الحاضرين و تأخروا عنه، و ذلك لأنه كان رجلا طوالا جسيما أحمر اللون أشقر الشعر، و على باب الجامع جماعة من الفرسان، وقوف ليمنعوه ممن يريد منعه من هذا الفعل، و أراده بسوء، فتقدم إليه رجل من أهل اليمن معه خنجر فوجأه بها، و تكاثر الناس عليه فقتلوه و قطعوه قطعا، و حرقوه بالنار، و تتبعوا أصحابه فقتلوا منهم جماعة، و نهبت أهل مكة الركب المصري، و تعدى النهب إلى غيرهم، و جرت خبطة عظيمة، و فتنة كبيرة جدا، ثم سكن الحال بعد أن تتبع أولئك النفر الذين تمالئوا على الإلحاد في أشرف البلاد غير أنه قد سقط من الحجر ثلاث فلق مثل الأظفار، و بدا ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة، محببا مثل الخشخاش، فأخذ بنو شيبة تلك الفلق فعجنوها بالمسك و الك و حشوا بها تلك الشقوق التي بدت، فاستمسك الحجر و استمر على ما هو عليه الآن، و هو ظاهر لمن تأمله. و فيها فتح المارستان الّذي بناه الوزير مؤيد الملك، أبو على الحسن، وزير شرف الملك بواسط، و رتب له الخزان و الأشربة و الأدوية و العقاقير، و غير ذلك مما يحتاج إليه.

و فيها توفى من الأعيان‌

ابن البواب الكاتب‌

صاحب الخط المنسوب، على بن هلال أبو الحسن ابن البواب، صاحب أبى الحسين بن سمعون الواعظ، و قد أثنى على ابن البواب غير واحد في دينه و أمانته، و أما خطه و طريقته فيه فأشهر من أن ننبه عليها، و خطه أوضح تعريبا من خط أبى على بن مقلة، و لم يكن بعد ابن مقلة أكتب منه، و على طريقته الناس اليوم في سائر الأقاليم إلا القليل. قال ابن الجوزي: توفى يوم السبت ثانى جمادى الآخرة منها، و دفن بمقبرة باب حرب، و قد رثاه بعضهم بأبيات منها قوله:

فللقلوب التي أبهجتها حرق* * * و للعيون التي أقررتها سهر

فما لعيش و قد ودعته ارج* * * و ما لليل و قد فارقته سحر

قال ابن خلكان: و يقال له السترى، لأن أباه كان ملازما لستر الباب، و يقال له ابن البواب و كان قد أخذ الخط عن عبد اللَّه بن محمد بن أسد بن على بن سعيد البزار، و قد سمع أسد هذا على النجاد و غيره، و توفى سنة عشر و أربعمائة، و أما ابن البواب فإنه توفى في جمادى الأولى من هذه السنة، و قبل في سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة، و قد رثاه بعضهم فقال:

استشعرت الكتاب فقدك سالفا* * * و قضت بصحة ذلك الأيام‌

فلذاك سودت الدّوىّ كآبة* * * أسفا عليك و شقت الأقلام‌

ثم ذكر ابن خلكان أول من كتب بالعربية، فقيل إسماعيل عليه السلام، و قيل أول من‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست