responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 13

من الأصم شيئا كثيرا، فلما مات الحاكم روى عنه أشياء كثيرة جدا، و كان يضع للصوفية الأحاديث. قال ابن الجوزي: و كانت وفاته في ثالث شعبان منها.

أبو على الحسن بن على الدقاق النيسابورىّ‌

كان يعظ الناس و يتكلم على الأحوال و المعرفة، فمن كلامه: من تواضع لأحد لأجل دنياه ذهب ثلثا دينه، لأنه خضع له بلسانه و أركانه، فان اعتقد تعظيمه بقلبه أو خضع له به ذهب دينه كله. و قال في قوله تعالى‌ (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) اذكروني و أنتم أحياء أذكركم و أنتم أموات تحت التراب، و قد تخلى عنكم الأقارب و الأصحاب و الأحباب. و قال: البلاء الأكبر أن تريد و لا تراد، و تدنو فترد إلى الطرد و الإبعاد، و أنشد عند قوله تعالى‌ (وَ تَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قالَ يا أَسَفى‌ عَلى‌ يُوسُفَ)

جننا بليلى و هي جنت بغيرنا* * * و أخرى بنا مجنونة لا نريدها

و قال في‌

قوله (صلى اللَّه عليه و سلم)‌ «حفت الجنة بالمكاره»:

إذا كان هذا المخلوق لا وصل إليه إلا بتحمل المشاق فما الظن بمن لم يزل؟ و قال في‌

قوله عليه السلام‌ «جبلت القلوب على حب من أحسن إليها».

يا عجبا لمن لم ير محسنا غير اللَّه كيف لا يميل بكليته إليه؟ قلت: كلامه على هذا الحديث جيد و الحديث لا يصح بالكلية

صريع الدلال الشاعر

أبو الحسن على بن عبيد الواحد، الفقيه البغدادي، الشاعر الماجن، المعروف بصريع الدلال، قتيل الغواني ذي الرقاعتين، له قصيدة مقصورة عارض بها مقصورة ابن دريد يقول فيها:

و ألف حمل من متاع تستر* * * أنفع للمسكين من لقط النوى‌

من طبخ الديك و لا يذبحه* * * طار من القدر إلى حيث انتهى‌

من دخلت في عينه مسلة* * * فسله من ساعته كيف العمى‌

و الذقن شعر في الوجوه طالع* * * كذلك العقصة من خلف القفا

إلى أن ختمها بالبيت الّذي حسد عليه و هو قوله:

من فاته العلم و أخطاه الغنى* * * فذاك و الكلب على حد سوى‌

قدم مصر في سنة ثنتى عشرة و أربعمائة و امتدح فيها خليفتها الظاهر لاعزاز دين اللَّه بن الحاكم و اتفقت وفاته بها في رجبها.

ثم دخلت سنة ثلاث عشرة و أربعمائة

فيها جرت كائنة غريبة عظيمة، و مصيبة عامة، و هي أن رجلا من المصريين من أصحاب الحاكم اتفق مع جماعة من الحجاج المصريين على أمر سوء، و ذلك أنه لما كان يوم النفر الأول طاف هذا الرجل بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود جاء ليقبله فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست