responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 137

عزل ملك شاه السلطان و ولى ولده فخر الدولة ديار بكر و غيرها، مات بالموصل و هي بلده التي ولد بها و فيها كان مقتل صاحب اليمن الصليحى و قد تقدم ذكره.

ثم دخلت سنة أربع و ثمانين و أربعمائة

في المحرم منها كتب المنجم الّذي أحرق البصرة إلى أهل واسط يدعوهم إلى طاعته، و يذكر في كتابه أنه المهدي صاحب الزمان الّذي يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، و يهدى الخلق إلى الحق، فان أطعتم أمنتم من العذاب، و إن عدلتم خسف بكم، فآمنوا باللَّه و بالإمام المهدي. و فيها ألزم أهل الذمة بلبس الغيار و بشد الزنار، و كذاك نساؤهم في الحمامات و غيرها. و في جمادى الأولى قدم الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي من أصبهان إلى بغداد على تدريس النظامية، و لقبه نظام الملك زين الدين شرف الأئمة. قال ابن الجوزي: و كان كلامه مقبولا، و ذكاؤه شديدا. و في رمضان منها عزل الوزير أبو شجاع عن وزارة الخلافة فأنشد عند عزله:

تولاها و ليس له عدو* * * و فارقها و ليس له صديق‌

ثم جاءه كتاب نظام الملك بأن يخرج من بغداد، فخرج منها إلى عدة أماكن، فلم تطب له، فعزم على الحج، ثم طابت نفس النظام عليه فبعث إليه يسأله أن يكون عديله في ذلك، و ناب ابن الموصلايا في الوزارة، و قد كان أسلم قبل هذه المباشرة في أول هذه السنة. و في رمضان منها دخل السلطان ملك شاه بغداد و معه الوزير نظام الملك، و قد خرج لتلقيه قاضى القضاة أبو بكر الشاشي، و ابن الموصلايا المسلماني، و جاءت ملوك الأطراف إليه للسلام عليه، منهم أخوه تاج الدولة تتش صاحب دمشق، و أتابكه قسيم الدولة آقسنقر صاحب حلب. و في ذي القعدة خرج السلطان ملك شاه و ابنه و ابن ابنته من الخليفة في خلق كثير من الكوفة. و فيها استوزر أبو منصور بن جهير و هي النوبة الثانية لوزارته للمقتدى، و خلع عليه، و ركب إليه نظام الملك فهنأه في داره بباب العامة، و في ذي الحجة عمل السلطان الميلاد في دجلة، و أشعلت نيران عظيمة، و أوقدت شموع كثيرة، و جمعت المطربات في السمريات، و كانت ليلة مشهودة عجيبة جدا، و قد نظم فيها الشعراء الشعر، فلما أصبح النهار من هذه الليلة جي‌ء بالخبيث المنجم الّذي حرق البصرة و ادعى أنه المهدي، محمولا على جمل ببغداد و جعل يسب الناس و الناس يلعنونه، و على رأسه طرطورة بودع، و الدرة تأخذه من كل جانب، فطافوا به بغداد ثم صلب بعد ذلك. و فيها أمر السلطان ملك شاه جلال الدولة بعمارة جامعه المنسوب إليه بظاهر السور. و في هذه السنة ملك أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بعد صاحب بلاد المغرب كثيرا من بلاد الأندلس، و أسر صاحبها المعتمد بن عباد و سجنه و أهله، و قد كان المعتمد هذا موصوفا بالكرم و الأدب و الحلم، حسن السيرة و العشرة و الإحسان إلى الرعية، و الرّفق بهم، فحزن الناس‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست