responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 129

قلوب العالمين على المقالي* * * و أيام الورى شبه الليالي‌

أ يثمر غصن أهل العلم يوما* * * و قد مات الامام أبو المعالي‌

محمد بن أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد

أبو على بن الوليد، شيخ المعتزلة، كان مدرسا لهم فأنكر أهل السنة عليه، فلزم بيته خمسين سنة إلى أن توفى في ذي الحجة منها، و دفن في مقبرة الشونيزى، و هذا هو الّذي تناظر هو و الشيخ أبو يوسف القزويني المعتزلي المفسر في إباحة الولدان في الجنة، و أنه يباح لأهل الجنة وطء الولدان في أدبارهم، كما حكى ذلك ابن عقيل عنهما، و كان حاضرهما، فمال هذا إلى إباحة ذلك، لأنه مأمون المفسدة هنالك، و قال أبو يوسف: إن هذا لا يكون لا في الدنيا و لا في الآخرة، و من أين لك أن يكون لهم أدبار؟ و هذا العضو- و هو الدبر- إنما خلق في الدنيا لحاجة العباد إليه، لأنه مخرج للأذى عنهم، و ليس في الجنة شي‌ء من ذلك، و إنما فضلات أكلهم عرق يفيض من جلودهم، فإذا هم ضمر فلا يحتاجون إلى أن يكون لهم أدبار، و لا يكون لهذه المسألة صورة بالكلية. و قد

روى هذا الرجل حديثا واحدا عن شيخه أبى الحسين البصري بسنده المتقدم، من طريق شعبة عن منصور عن ربعي عن أبى مسعود البدري أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال‌: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت» و قد رواه القعنبي عن شعبة،

و لم يرو عنه سواه، فقيل: إنه لما رحل إليه دخل عليه و هو يبول في البالوعة فسأله أن يحدثه فامتنع، فروى له هذا الحديث كالواعظ له به، و التزم أن لا يحدثه بغيره، و قيل:

لان شعبة مر على القعنبي قبل أن يشتغل بعلم الحديث- و كان إذا ذاك يعاني الشراب- فسأله أن يحدثه فامتنع، فسل سكينا و قال: إن لم تحدثني و إلا قتلتك، فروى له هذا الحديث، فتاب و أناب، و لزم مالكا، ثم فاته السماع من شعبة فلم يتفق له عنه غير هذا الحديث فاللَّه أعلم.

أبو عبد اللَّه الدامغانيّ القاضي‌

محمد بن على بن الحسين بن عبد الملك بن عبد الوهاب بن حمويه الدامغانيّ، قاضى القضاة ببغداد، مولده في سنة ثمان عشرة و أربعمائة، فتفقه بها على أبى عبد اللَّه الصيمري، و أبى الحسن القدوري، و سمع الحديث منهما و من ابن النقور و الخطيب و غيرهم، و برع في الفقه، و كان له عقل وافر، و تواضع زائد، و انتهت إليه رياسة الفقهاء، و كان فصيحا كثير العبادة، و قد كان فقيرا في ابتداء طلبه، عليه أطمار رثة، ثم صارت إليه الرئاسة و القضاء بعد ابن ماكولا، في سنة تسع و أربعين و كان القائم بأمر اللَّه يكرمه، و السلطان طغرلبك يعظمه، و باشر الحكم ثلاثين سنة في أحسن سيرة، و غاية الأمانة و الديانة، مرض أياما يسيرة ثم توفى في الرابع و العشرين من رجب من هذه السنة، و قد ناهز الثمانين، و دفن بداره بدرب العلابين، ثم نقل إلى مشهد أبى حنيفة (رحمه اللَّه).

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست