responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 128

و البر، و بلغ من العمر خمسا و تسعين سنة، و أعد لنفسه قبرا و كفنا قبل موته بخمس سنين.

أبو سعد المتولي‌

عبد الرحمن بن المأمون بن على أبو سعد المتولي: مصنف التتمة، و مدرس الظامية بعد أبى إسحاق الشيرازي، و كان فصيحا بليغا، ماهرا بعلوم كثيرة، كانت وفاته في شوال من هذه السنة و له ستة و خمسون سنة، (رحمه اللَّه) و إيانا، و صلى عليه القاضي أبو بكر الشاشي.

إمام الحرمين‌

عبد الملك بن [الشيخ أبى محمد] عبد اللَّه بن يوسف بن عبد اللَّه بن يوسف بن محمد بن حيويه، أبو المعالي الجويني، و جوين من قرى نيسابور، الملقب بإمام الحرمين، لمجاورته بمكة أربع سنين، كان مولده في تسع عشرة و أربعمائة، سمع الحديث و تفقه على والده الشيخ أبى محمد الجويني، و درس بعده في حلقته، و تفقه على القاضي حسين، و دخل بغداد و تفقه بها، و روى الحديث و خرج إلى مكة فجاور فيها أربع سنين، ثم عاد إلى نيسابور فسلم إليه التدريس و الخطابة و الوعظ، و صنف نهاية المطلب في دراية المذهب، و البرهان في أصول الفقه، و غير ذلك في علوم شتى، و اشتغل عليه الطلبة و رحلوا إليه من الأقطار، و كان يحضر مجلسه ثلاثمائة متفقه، و قد استقصيت ترجمته في الطبقات، و كانت وفاته في الخامس و العشرين من ربيع الأول من هذه السنة، عن سبع و خمسين سنة، و دفن بداره ثم نقل إلى جانب والده. قال ابن خلكان: كانت أمه جارية اشتراها والده من كسب يده من النسخ، و أمرها أن لا تدع أحدا يرضعه غيرها، فاتفق أن امرأة دخلت عليها فأرضعته مرة فأخذه الشيخ أبو محمد فنكسه و وضع يده على بطنه و وضع إصبعه في حلقه و لم يزل به حتى قاء ما في بطنه من لبن تلك المرأة. قال: و كان إمام الحرمين ربما حصل له في مجلسه في المناظرة فتور و وقفة فيقول: هذا من آثار تلك الرضعة. قال: و لما عاد من الحجاز إلى بلده نيسابور سلم إليه المحراب و الخطابة و التدريس و مجلس التذكير يوم الجمعة، و بقي ثلاثين سنة غير مزاحم و لا مدافع، و صنف في كل فن، و له النهاية التي ما صنف في الإسلام مثلها. قال الحافظ أبو جعفر: سمعت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي يقول لإمام الحرمين: يا مفيد أهل المشرق و المغرب، أنت اليوم إمام الأئمة. و من تصانيفه الشامل في أصول الدين، و البرهان في أصول الفقه، و تلخيص التقريب، و الإرشاد، و العقيدة النظامية، و غياث الأمم [1] و غير ذلك مما سماه و لم يتمه. و صلى عليه ولده أبو القاسم و غلقت الأسواق و كسر تلاميذه أقلامهم- و كانوا أربعمائة- و محابرهم، و مكثوا كذلك سنة، و قد رثى بمراثي كثيرة فمن ذلك قول بعضهم:


[1] عدّ ابن خلكان من تصانيف إمام الحرمين «مغيث الخلق في اختيار الحق» و لكن لو كان هذا الكتاب من مؤلفاته لذكره ابن كثير و هو متأخر عن ابن خلكان. فهذا الكتاب مدسوس على إمام الحرمين‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست