responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 124

إحدى و عشرين و أربعمائة. قال: و قد كان الخطيب البغدادي صنف كتاب المؤتنف جمع فيه بين كتابي الدار قطنى و عبد الغنى بن سعيد في المؤتلف و المختلف، فجاء ابن ماكولا و زاد على الخطيب و سماه كتاب الإكمال، و هو في غاية الافادة و رفع الالتباس و الضبط. و لم يوضع مثله، و لا يحتاج هذا الأمير بعده إلى فضيلة أخرى، ففيه دلالة على كثرة اطلاعه و ضبطه و تحريره و إتقانه. و من الشعر المنسوب إليه قوله:

قوض خيامك عن أرض تهان بها* * * و جانب الذل إن الذل يجتنب‌

و أرحل إذا كان في الأوطان منقصة* * * فالمندل الرطب في أوطانه حطب‌

ثم دخلت سنة ست و سبعين و أربعمائة

فيها عزل عميد الدولة بن جهير عن وزارة الخلافة فسار بأهله و أولاده إلى السلطان، و قصدوا نظام الملك وزير السلطان، فعقد لولده فخر الدولة على بلاد ديار بكر، فسار إليها بالخلع و الكوسات و العساكر، و أمر أن ينتزعها من ابن مروان، و أن يخطب لنفسه و أن يذكر اسمه على السكة، فما زال حتى انتزعها من أيديهم، و باد ملكهم على يديه كما سيأتي بيانه، و سد وزارة الخلافة أبو الفتح مظفر ابن رئيس الرؤساء، ثم عزل في شعبان و استوزر أبو شجاع محمد بن الحسين، و لقب ظهير الدين، و في جمادى الآخرة ولى مؤيد الملك أبا سعيد عبد الرحمن ابن المأمون، المتولي تدريس النظامية بعد وفاة الشيخ أبى إسحاق الشيرازي. و فيها عصى أهل حران على شرف الدولة مسلم بن قريش، فجاء فحاصرها ففتحها و هدم سورها و صلب قاضيها ابن حلبة و ابنيه على السور. و في شوال منها قتل أبو المحاسن بن أبى الرضا، و ذلك لأنه وشى إلى السلطان في نظام الملك، و قال له سلمهم إلى حتى أستخلص لك منهم ألف ألف دينار، فعمل نظام الملك سماطا هائلا، و استحضر غلمانه و كانوا ألوفا من الأتراك، و شرع يقول للسلطان: هذا كله من أموالك، و ما وقفته من المدارس و الربط، و كله شكره لك في الدنيا و أجره لك في الآخرة، و أموالى و جميع ما أملكه بين يديك، و أنا أقنع بمرقعة و زاوية، فعند ذلك أمر السلطان بقتل أبى المحاسن، و قد كان حضيا عنده، و خصيصا به وجيها لديه، و عزل أباه عن كتابة الطغراء و ولاها مؤيد الملك. و حج بالناس الأمير جنفل التركي مقطع الكوفة.

و ممن توفى فيها من الأعيان:

الشيخ أبو إسحاق الشيرازي‌

إبراهيم بن على بن يوسف الفيروزآبادي، و هي قرية من قرى فارس، و قيل هي مدينة خوارزم، شيخ الشافعية، و مدرس النظامية ببغداد، ولد سنة ثلاث و قيل ست و تسعين و ثلاثمائة، و تفقه بفارس على أبى عبد اللَّه البيضاوي، ثم قدم بغداد سنة خمس عشرة و أربعمائة، فتفقه على القاضي أبى الطيب الطبري، و سمع الحديث من ابن شاذان و البرقاني، و كان زاهدا عابدا ورعا، كبير القدر معظما محترما

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست