responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 109

غرق بغداد

في جمادى الآخرة نزل مطر عظيم و سيل قوى كثير، و سالت دجلة و زادت حتى غرقت جانبا كبيرا من بغداد، حتى خلص ذلك إلى دار الخلافة، فخرج الجواري حاسرات عن وجوههن، حتى صرن إلى الجانب الغربي، و هرب الخليفة من مجلسه فلم يجد طريقا يسلكه، فحمله بعض الخدم إلى التاج، و كان ذلك يوما عظيما، و أمرا هائلا، و هلك للناس أموال كثيرة جدا. و مات تحت الدم خلق كثير من أهل بغداد و الغرباء و جاء على وجه السيل من الأخشاب و الأحطاب و الوحوش و الحيات شي‌ء كثير جدا، و سقطت دور كثيرة في الجانبين، و غرقت قبور كثيرة، من ذلك قبر الخيزران و مقبرة أحمد بن حنبل. و دخل الماء من شبابيك المارستان العضدي و أتلف السيل في الموصل شيئا كثيرا، و صدم سور سنجار فهدمه: و أخذ بابه من موضعه إلى مسيرة أربعة فراسخ.

و في ذي الحجة منها جاءت ريح شديدة في أرض البصرة فانجعف منها نحو من عشرة آلاف نخلة.

و ممن توفى فيها من الأعيان‌

أحمد بن محمد بن الحسن السمناني‌

الحنفي الأشعري. قال ابن الجوزي: و هذا من الغريب، تزوج قاضى القضاة ابن الدامغانيّ ابنته و ولاه نيابة القضاة، و كان ثقة نبيلا من ذوى الهيئات، جاوز الثمانين.

عبد العزيز بن أحمد بن على‌

ابن سليمان، أبو محمد الكناني الحافظ الدمشقيّ، سمع الكثير، و كان يملى من حفظه، و كتب عنه الخطيب حديثا واحدا، و كان معظما ببلده، ثقة نبيلا جليلا.

الماوردية

ذكر ابن الجوزي أنها كانت عجوزا صالحة من أهل البصرة تعظ النساء بها، و كانت تكتب و تقرأ، و مكثت خمسين سنة من عمرها لا تفطر نهارا و لا تنام ليلا، و تقتات بخبز الباقلاء، و تأكل من التين اليابس لا الرطب، و شيئا يسيرا من العنب و الزيت، و ربما أكلت من اللحم اليسير، و حين توفيت تبع أهل البلد جنازتها و دفنت في مقابر الصالحين.

ثم دخلت سنة سبع و ستين و أربعمائة

في صفر منها مرض الخليفة القائم بأمر اللَّه مرضا شديدا انتفخ منه حلقه، و امتنع من الفصد، فلم يزل الوزير فخر الدولة عليه حتى افتصد و انصلح الحال، و كان الناس قد انزعجوا ففرحوا بعافيته و جاء في هذا الشهر سيل عظيم قاسي الناس منه شدة عظيمة، و لم تكن أكثر أبنية بغداد تكاملت من الغرق الأول، فخرج الناس إلى الصحراء فجلسوا على رءوس التلول تحت المطر، و وقع وباء عظيم بالرحبة، فمات من أهلها قريب من عشرة آلاف، و كذلك وقع بواسط و البصرة و خوزستان و أرض خراسان و غيرها و اللَّه أعلم.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست