responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 108

ابن صرّبعر

الشاعر اسمه على بن الحسين بن على بن الفضل، أبو منصور الكاتب المعروف بابن صرّبعر و كان نظام الملك يقول له أنت صرّدر لا صرّبعر، و قد هجاه بعضهم فقال:

لئن لقب الناس قدما أباك* * * و سموه من شحه صربعرا

فإنك تنثر ما صره* * * عقوقا له و تسميه شعرا

قال ابن الجوزي: و هذا ظلم فاحش فان شعره في غاية الحسن، ثم أورد له أبياتا حسانا فمن ذلك:

إيه أحاديث نعمان و ساكنه* * * أن الحديث عن الأحباب أسمار

أفتش الريح عنكم كلما نفحت* * * من نحو أرضكم مسكا و معطار

قال: و قد حفظ القرآن و سمع الحديث من ابن شيران و غيره، و حدث كثيرا، و ركب يوما دابة هو و والدته فسقطا بالشونيزية عنها في بئر فماتا فدفنا ببرر، و ذلك في صفر من هذه السنة، قال ابن الجوزي: قرأت بخط ابن عقيل صربعر جارنا بالرصافة، و كان ينبذ بالإلحاد، و قد أورد له ابن خلكان شيئا من أشعاره، و أثنى عليه في فنه و اللَّه أعلم بحاله.

محمد بن على‌

ابن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الصمد بن المهتدي باللَّه، أبو الحسين، و يعرف بابن العريف، ولد سنة سبعين و ثلاثمائة و سمع الدار قطنى، و هو آخر من حدث عنه في الدنيا، و ابن شاهين و تفرد عنه، و سمع خلقا آخرين، و كان ثقة دينا كثير الصلاة و الصيام، و كان يقال له راهب بنى هاشم، و كان غزير العلم و العقل، كثير التلاوة، رقيق القلب غزير الدمعة، و قد رحل إليه الطلبة من الآفاق، ثم ثقل سمعه، و كان يقرأ على الناس، و ذهبت إحدى عينيه، و خطب و له ست عشرة سنة، و شهد عند الحكام سنة ست و أربعمائة، و ولى الحكم سنة تسع و أربعمائة، و أقام خطيبا بجامع المنصور و جامع الرصافة ستا و سبعين سنة، و حكم ستا و خمسين سنة، و توفى في سلخ ذي القعدة من هذه السنة و قد جاوز تسعين سنة، و كان يوم جنازته يوما مشهودا، و رئيت له منامات صالحة حسنة، (رحمه اللَّه) و سامحه و رحمنا و سامحنا، إنه قريب مجيب، رحيم ودود.

ثم دخلت سنة ست و ستين و أربعمائة

في صفر منها جلس الخليفة جلوسا عاما و على رأسه حفيده الأمير عدة الدين، أبو القاسم عبد اللَّه ابن المهتدي باللَّه، و عمره يومئذ ثماني عشرة سنة، و هو في غاية الحسن، و حضر الأمراء و الكبراء فعقد الخليفة بيده لواء السلطان ملك شاه، كثر الزحام يومها، و هنأ الناس بعضهم بعضا بالسلامة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست