responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 106

من أهل الحق و الخير، و أنه قد رجع عن الجزء الّذي عمله في ذلك، و أن الحلاج قد قتل بإجماع علماء أهل عصره على زندقته، و أنهم كانوا مصيبين في قتله و ما رموه به، و هو مخطئ، و أشهد عليه جماعة من الكتاب، و رجع من الديوان إلى دار الشريف أبى جعفر فسلم عليه و صالحه و اعتذر إليه، فعظمه‌

وفاة السلطان ألب أرسلان و ملك ولده ملك شاه‌

كان السلطان قد سار في أول هذه السنة يريد أن يغزو بلاد ما وراء النهر، فاتفق في بعض المنازل أنه غضب على رجل يقال له يوسف الخوارزمي، فأوقف بين يديه فشرع يعاتبه في أشياء صدرت منه، ثم أمر أن يضرب له أربعة أوتاد و يصلب بينها، فقال للسلطان: يا مخنث و مثلي يقتل هكذا؟ فاحتد السلطان من ذلك و أمر بإرساله و أخذ القوس فرماه بسهم فأخطأه، و أقبل يوسف نحو السلطان فنهض السلطان عن السرير خوفا منه، فنزل عنه فعثر فوقع فأدركه يوسف فضربه بخنجر كان معه في خاصرته فقتله، و أدرك الجيش يوسف فقتلوه، و قد جرح السلطان جرحا منكرا، فتوفى في يوم السبت عاشر ربيع الأول من هذه السنة، و يقال إن أهل بخارى لما اجتاز بهم نهب عسكره أشياء كثيرة لهم، فدعوا عليه فهلك.

و لما توفى جلس ولده ملك شاه على سرير الملك و قام الأمراء بين يديه، فقال له الوزير نظام الملك: تكلم أيها السلطان، فقال: الأكبر منكم أبى و الأوسط أخى و الأصغر ابني، و سأفعل معكم ما لم أسبق إليه. فأمسكوا فأعاد القول فأجابوه بالسمع و الطاعة. و قام بأعباء أمره الوزير نظام الملك فزاد في أرزاق الجند سبعمائة ألف دينار، و سار إلى مرو فدفنوا بها السلطان، و لما بلغ موته أهل بغداد أقام الناس له العزاء، و غلقت الأسواق و أظهر الخليفة الجزع، و خلعت ابنة السلطان زوجة الخليفة ثيابها، و جلست على التراب، و جاءت كتب ملك شاه إلى الخليفة يتأسف فيها على والده، و يسأل أن تقام له الخطبة بالعراق و غيرها. ففعل الخليفة ذلك، و خلع ملك شاه على الوزير نظام الملك خلعا سنية، و أعطاه تحفا كثيرة، من جملتها عشرون ألف دينار، و لقبه أتابك الجيوش، و معناه الأمير الكبير الوالد، فسار سيرة حسنة، و لما بلغ قاورت موت أخيه ألب أرسلان ركب في جيوش كثيرة قاصدا قتال ابن أخيه ملك شاه، فالتقيا فاقتتلا فانهزم أصحاب قاورت و أسر هو، فأنبه ابن أخيه ثم اعتقله ثم أرسل إليه من قتله.

و فيها جرت فتنة عظيمة بين أهل الكرخ و باب البصرة و القلايين فاقتتلوا فقتل منهم خلق كثير، و احترق جانب كبير من الكرخ، فانتقم المتولي لأهل الكرخ من أهل باب البصرة، فأخذ منهم أموالا كثيرة جناية لهم على ما صنعوا. و فيها أقيمت الدعوة العباسية ببيت المقدس.

و فيها ملك صاحب سمرقند و هو محمد التكين مدينة ترمذ. و فيها حج بالناس أبو الغنائم العلويّ.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست