responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 102

عنهم أوقف ابن مسلمة الخطيب على هذا الكتاب. فقال: هذا كذب، فقال له: و ما الدليل على كذبه؟ فقال: لأن فيه شهادة معاوية بن أبى سفيان و لم يكن أسلم يوم خيبر، و قد كانت خيبر في سنة سبع من الهجرة، و إنما أسلم معاوية يوم الفتح، و فيه شهادة سعد بن معاذ، و قد مات قبل خيبر عام الخندق سنة خمس. فأعجب الناس ذلك. و قد سبق الخطيب إلى هذا النقل، سبقه محمد بن جرير كما ذكرت ذلك في مصنف مفرد، و لما وقعت فتنة البساسيري ببغداد سنة خمسين خرج الخطيب إلى الشام فأقام بدمشق بالمأذنة الشرقية من جامعها، و كان يقرأ على الناس الحديث، و كان جهوريّ الصوت، يسمع صوته من أرجاء الجامع كلها، فاتفق أنه قرأ على الناس يوما فضائل العباس فثار عليه الروافض من أتباع الفاطميين، فأرادوا قتله فتشفع بالشريف الزينبي فأجاره، و كان مسكنه بدار العقبقى، ثم خرج من دمشق فأقام بمدينة صور، فكتب شيئا كثيرا من مصنفات أبى عبد اللَّه الصوري بخطه كان يستعيرها من زوجته، فلم يزل مقيما بالشام إلى سنة ثنتين و ستين، ثم عاد إلى بغداد فحدث بأشياء من مسموعاته، و قد كان سأل اللَّه أن يملك ألف دينار، و أن يحدث بالتأريخ بجامع المنصور، فملك ألف دينار أو ما يقاربها ذهبا، و حين احتضر كان عنده قريب من مائتي دينار، فأوصى بها لأهل الحديث، و سأل السلطان أن يمضى ذلك، فإنه لا يترك وارثا، فأجيب إلى ذلك، و له مصنفات كثيرة مفيدة، منها كتاب التاريخ، و كتاب الكفاية، و الجامع، و شرف أصحاب الحديث، و المتفق و المفترق، و السابق و اللاحق، و تلخيص المتشابه في الرسم، و فضل الوصل، و رواية الآباء عن الأبناء، و رواية الصحابة عن التابعين، و اقتضاء العلم للعمل، و الفقيه و المتفقه، و غير ذلك. و قد سردها ابن الجوزي في المنتظم. قال و يقال: إن هذه المصنفات أكثرها لأبى عبد اللَّه الصوري، أو ابتدأها فتممها الخطيب، و جعلها لنفسه، و قد كان الخطيب حسن القراءة فصيح اللفظ عارفا بالأدب يقول الشعر، و كان أولا يتكلم على مذهب الامام أحمد بن حنبل، فانتقل عنه إلى مذهب الشافعيّ، ثم صار يتكلم في أصحاب أحمد و يقدح فيهم ما أمكنه، و له دسائس عجيبة في ذمهم، ثم شرع ابن الجوزي ينتصر لأصحاب أحمد و يذكر مثالب الخطيب و دسائسه، و ما كان عليه من محبة الدنيا و الميل إلى أهلها بما يطول ذكره، و قد أورد ابن الجوزي من شعره قصيدة جيدة المطلع حسنة المنزع أولها قوله:

لعمرك ما شجاني رسم دار* * * وقفت به و لا رسم المغاني‌

و لا أثر الخيام أراق دمعي* * * لأجل تذكري عهد الغواني‌

و لا ملك الهوى يوما قيادي* * * و لا عاصيته فثنى عناني‌

و لم أطمعه في و كم قتيل* * * له في الناس ما تحصى دعاني‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست